للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشناس عَلَى مقدمَات [المعتصم] [١] ورحل المعتصم يوم الجمعة لست بقين من [٢] رجب.

فتقدم أشناس والمعتصم من ورائه، بينهم [٣] مرحلة، ينزل هَذَا ويرحل هَذَا، ولم يرد عليهم من الأفشين خبر، حَتَّى صاروا من أنقره عَلَى مسيرة ثلاث مراحل، وضاق عسكر المعتصم ضيقا شديدا من المَاء والعلف، وَكَانَ أشناس قد أسر عدة أسرى فِي طريقه، فأمر بهم، فضربت أعناقهم، وهرب أهل أنقرة [٤] وعظمَاؤها [٥] ، ونزل بِهَا المعتصم وأشناس والأفشين، فأقاموا بِهَا أيامَا [٦] .

ثم صير العسكر ثلاثة عساكر: عسكر فيه أشناس فِي الميسرة، والأفشين فِي الميمنة، والمعتصم فِي القلب، وبين كل عسكر وعسكر فرسخان، وأمر كل عسكر منهم أن يكون لَهُ ميمنة وميسرة، وأن يحرقوا القرى ويخربوها، ويأخذوا من لحقوا فيها من السبي، وإذا كَانَ وقت النزول توافى [كل] [٧] أهل [٨] عسكر إِلَى صاحبهم [٩] ورئيسهم، يفعلون ذلك فيمَا بين أنقرة إِلَى عمورية، وبينهم سبع مراحل، حَتَّى توافت العساكر بعمورية.

وَكَانَ أول من وردها أشناس، وردها يوم الخميس ضحوة، فدار حولها دورة، ثم ٣٧/ ب نزل بموضع فيه ماء وحشيش، فلمَا طلعت الشمس ركب المعتصم/ فدار حولها دورة، ثم جاء الأفشين فِي اليوم الثالث، فقسمها أَمِير الْمُؤْمِنِينَ بين القواد، فصير لكل واحد منهم أبراجا منها عَلَى قدر كثرة أصحابه وقلتهم، فصار لكل قائد مَا بين البرجين إِلَى عشرين برجا وتحصن أهل عمورية، وَكَانَ أهل عمورية [١٠] قد أسروا رجلا فتنصر [١١] وتزوج فيهم، وحبس نفسه، فلمَا رأى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ظهر، وجاء إِلَى المعتصم وأعلمه أن موضعا من المدينة حمل الوادي عَلَيْهِ من مطر شديد جاءهم، فوقع السور من ذلك


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٢] تاريخ الطبري ٩/ ٥٥- ٧٧.
[٣] في ت: «بينه وبينه» .
[٤] في ت: «النقرة» .
[٥] في ت: «وعطلوها» .
[٦] تاريخ الطبري ٩/ ٦٣- ٦٤.
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٨] «أهل» ساقطة من ت.
[٩] في الأصل: «مضاجعهم» .
[١٠] «وكان أهل عمّورية» ساقطة من ت.
[١١] في ت: «فنصر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>