للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموضع، وكتب ملك الروم إِلَى [عامل] [١] عمورية أن يبني ذلك الموضع، فوقع التواني حَتَّى خرج الملك من القسطنطينية إِلَى بعض المواضع، فتخوف الوالي أن يمر الملك على تلك الناحية فلا يراها بنيت، فبنى وجه السور بالحجارة حجرا حجرا، وصيروا لَهُ [٢] من جانب المدينة حشوا، ثم عقد فوقه [٣] الشرف كمَا كَانَ، فوقف ذلك الرجل المعتصم عَلَى هَذِهِ الناحية التي وصف، فأمر المعتصم فضرب [٤] مضربه فِي ذلك الموضع، ونصب المجانيق عَلَى ذلك البناء، فانفرج السور من ذلك الموضع وسقط [٥] .

وَكَانَ المعتصم قد ساق غنمَا كثيرة، فدبر أن يدفع إِلَى كل رجل من العسكر شاة، فإذا أكلها حشى جلدها ترابا، ثم جاء به فطرحه فِي الخندق، وعمل دبابات تسع كل واحدة عشرة من الرجال، فطرحت الجلود وطرح فوقها التراب، وَكَانَ أول من بدأ بالحرب أشناس، وكانت [٦] الحرب فِي اليوم الثاني عَلَى الأفشين وأصحابه، فأجادوا الحرب، وَكَانَ المعتصم واقفا عَلَى دابته بإزاء الثلمة [٧] ، وأشناس وأفشين وخواص القواد معه، وَكَانَ باقي القواد الذين دون [٨] الخاصة/ وقوفا رجالة، فلما انتصف النهار ٣٨/ أانصرف المعتصم إِلَى مضربه فتغدى، وانصرف القواد إِلَى مضاربهم يتغدون [٩] ، فلمَا كَانَ فِي اليوم الثالث كانت الحرب عَلَى أصحاب أمير الْمُؤْمِنِين خاصة، والقيم بذلك إيتاخ، فقاتلوا فأحسنوا، وكثرت [١٠] فِي الروم الجراحات، فلما كان الليل مشى القائد الموكل بالثلمة إِلَى الروم [١١] ، فَقَالَ لهم: إن الحرب علي وعلى أصحابي، ولم يبق معي


[١] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وفي ت: «ملك عمّورية» وما أثبتناه من الطبري.
[٢] «له» ساقطة من ت.
[٣] في الأصل: «عقدوا الشرف» .
[٤] في ت: «أن يضرب» .
[٥] تاريخ الطبري ٩/ ٦٣، ٦٤.
[٦] في ت: «وكان» .
[٧] «بإزاء الثلمة» ساقطة من ت.
[٨] في ت: «وكان من دون الخاصة» .
[٩] في ت: «فتغدوا» .
[١٠] في الأصل: «كثر» .
[١١] في ت: «القوم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>