للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليرضى عنه، فلمَا دخل عَلَيْهِ مكث واقفا بين يديه مليا لا يكلمه، ثم أشار إليه أن اقعد فقعد، فلمَا فرغ من نظره فِي الكتب، التفت إليه كالمتهدد لَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا جاء بك؟

قَالَ: جئت أسأل [١] أَمِير الْمُؤْمِنِينَ الرضا عني، فَقَالَ لمن حوله: انظروا إِلَى هَذَا، يغضب أخاه، ويسألني أن أسترضيه! اذهب فإنك إذا صلحت رضي عنك، فقام جعفر كئيبا لمَا لقيه به، فخرج، فأتى عمر بْن فرج يسأله أن يختم لَهُ صكه ليقبض [٢] أرزاقه، فلقيه عمر بالخيبة، وأخذ الصك، فرمى به إِلَى صحن المسجد.

وَكَانَ أحمد بْن أبي خالد حاضرا، فقام لينصرف، فانصرف معه جعفر، فَقَالَ لَهُ:

رأيت مَا صنع بي عُمَر؟ فَقَالَ [لَهُ] [٣] : جعلت فداك! أنا [٤] زمَام عَلَيْهِ، وليس يختم صكي بأرزاقي إلا بعد الرفق والطلب، فابعث إلي وكيلك، فبعث إليه جعفر وكيله فدفع إليه عشرين ألف درهم، وقال: أنفق هَذِهِ حَتَّى يهيئ الله أمرك، ثم صار جعفر من فوره إِلَى أحمد بْن أبي دؤاد، فدخل عَلَيْهِ، فقام أحمد واستقبله عَلَى باب البيت [وقبله] [٥] والتزمه، وقال: مَا حاجتك، جعلت فداك؟! قَالَ: جئت لتسترضي أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عني، ٨٧/ ب فَقَالَ: أفعل وكرامة، فكلمه فوعده، فلمَا كَانَ/ يوم الحلبة [٦] أعاد الكلام عَلَيْهِ، وقال فيه: بحق المعتصم يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ إلا رضيت عنه! فرضي عنه وكساه.

وَكَانَ محمد بْن عبد الملك قد كتب إِلَى الواثق: أتاني جعفر بْن المعتصم يسألني أن أسأل أَمِير الْمُؤْمِنِينَ الرضا عنه فِي زي المخنثين لَهُ شعر [قفا] [٧] . فكتب إليه الواثق:

ابعث إليه وأحضره، ومر من يجز شعره، واضرب به وجهه، ففعل ذلك.

ثم لمَا ثقل الواثق أشار ابْن عبد الملك بابن الواثق، ثم كَانَ بين ابْن الزيات وأحمد بْن أبي دؤاد عداوة شديدة، فلمَا ولي المتوكل أغراه [٨] به ابن أبي دؤاد مع


[١] في الأصل ت: «أسألك» وفي ح: «لتسأل» .
[٢] في الأصل: «ليقض» .
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] في ت: «إني زمام عليه» .
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] في الأصل: «يوم الحكمة» . وفي ت: «اليوم الثاني» .
[٧] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٨] في ت: «أغرى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>