للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحقاد القديمة فتقدم إِلَى إيتاخ بالقبض عَلَيْهِ، فأرسل إليه إيتاخ، فلمَا دخل عَلَيْهِ أخذ سيفه وقلنسوته ودراعته [١] ، فدفعها إِلَى غلمَانه، وقال: انصرفوا.

وبعث إِلَى داره، فأخذ جميع مَا فيها من متاع وجوار وغلمَان ودواب، وأمر أحمد بْن أبي خَالِد بقبض ضياعه وضياع أهل بيته، فكان الذي أخذ منه قيمته تسعون ألف دينار.

ثم قيد، فامتنع [٢] عن الطعام وكثر بكاؤه، ثم سوهر، ومنع من النوم بمسلة ينخس بِهَا، ثم أمر بتنور من حديد فيه مسامير إِلَى داخله، فأدخل فيه، وَهُوَ الذي كَانَ صنعه ليعذب به من يطالب بأمر.

فجعل [٣] يقول لنفسه: يَا محمد بْن عبد الملك، لم تقنعك النعمة والدواب الفارهة والدار النظيفة، وأنت فِي عافية حَتَّى طلبت الوزارة، ذق مَا عملت بنفسك! وَكَانَ لا يزيد عَلَى التشهد/ وذكر الله تعالى [٤] . ٨٨/ أوقد روينا أنه كَانَ يقول: الرحمة خور فِي [٥] الطبيعة مَا رحمت شيئا قط. فلمَا وضع فِي التنور قَالَ: ارحموني، قالوا لَهُ: وهل رحمت شيئا قط [٦] ؟.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن محمد، أَخْبَرَنَا محمد بْن عبد الرحيم المَازني، حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي قال: سمعت القاسم بن ثابت الكاتب يقول: حدثني أبي قَالَ: قَالَ لي أحمد الأحول: لمَا قبض عَلَى محمد بن عبد الملك، تلطفت فِي أن وصلت إليه، فرأيته فِي حديد ثقيل [٧] ، فقلت: يعز علي مَا أرى، فَقَالَ:

سل ديار الحي مَا غيرها ... وعفاها ومحا منظرها


[١] في ت: «وعمامته» .
[٢] في ح: «وامتنع» .
[٣] في ت: «ثم يقول» .
[٤] انظر تاريخ الطبري ٩/ ١٥٦- ١٦٠. والبداية والنهاية ١٠/ ٣١١. والكامل ٥/ ٢٧٩- ٢٨٠.
[٥] «في» ساقطة من ت.
[٦] انظر: وفيات الأعيان ٥/ ١٠٢. وتاريخ اليعقوبي ٢/ ٤٨٤.
[٧] في ت: «حديد مقيد» .

<<  <  ج: ص:  >  >>