للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرة، وزاد في رزقه ستة عشر ألف درهم من كل شهر، ولم يزل أسد بن داود مقيما بسامراء إلى أن عمل على الهرب منها، فدخل على ابن طاهر فضم إليه مائة فارس ومائتي راجل، ووكله بباب الأنبار مع عبيد الله بن موسى بن خالد [١] .

وعقد المعتز لأخيه أبي أَحْمَد بن المتوكل يوم السبت لسبع بقين من المحرم في هذه السنة على حرب المستعين وابن طاهر وولاه ذلك، وضم إليه الجيش وجعل إليه الأمر والنهي [٢] ، فوافى حسن بن الأفشين مدينة [بغداد] ، [٣] ثم وافى أبو أَحْمَد وعسكر بالشماسية ليلة الأحد لسبع خلون من صفر، وجاء جاسوس إلى ابن طاهر لثلاث عشرة ليلة [٤] خلت من صفر، فأخبره أن أبا أَحْمَد قد عبأ قوما يحرقون طلال الأسواق من جانبي بغداد فكشطت في ذلك اليوم، فلما كان في ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر عزم مُحَمَّد بن عبد الله بن طاهر على توجيه الجيوش إلى القفص لمعرضهم هناك [٥] فذهب به الأتراك، فركب وركب معه وصيف وبغا، وخرج معه الفقهاء والقضاة، وعزم على دعائهم إلى الرجوع إلى الحق، وبعث يبدلهم الأمان على أن يكون أبو عَبْد اللَّهِ ولي العهد بعد المستعين، فإن قبلوا وإلا باكرهم القتال يوم الأربعاء.

فمضى نحو باب قطربُّل فنزل على شاطئ دجلة هو ووصيف وبغا، ثم رجع وجاء الأتراك إلى باب الشماسية فرموا بالسهام والمجانيق والعرادات، وكان بينهم قتلى وجرحى، وانهزم عَامَّة أهل بغداد، وثبت أهل البواري، ثم انصرف الفريقان وقد نسا ووافى للقتل والجراح [٦] .

ثم وجه المعتز عسكرا كبيرا فضربوا بين قطربُّل وقطيعة أم جعفر، وذلك عشية [٧] الثلاثاء لاثنتي عشرة بقيت من صفر فلما أصبحوا وجه ابن طاهر جيشا فالتقوا فاقتتلوا،


[١] تاريخ الطبري ٩/ ٢٩٠.
[٢] في الأصل: «الأمور» وما أثبتناه من ت، وتاريخ بغداد.
[٣] «مدينة» ساقطة من ت، وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] «ليلة» ساقطة من ت.
[٥] في ت: «هنالك» .
[٦] تاريخ الطبري ٩/ ٢٩١.
[٧] في ت: «ليلة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>