للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحانه استنقذهم من ذلك، وأنه يريد أن يرفع أقدارهم ويملكهم العبيد والأموال والمنازل، ويبلغ بهم أعلى الأمر، ثم حلف لهم على ذلك، وكانوا جمعا كبيرا، وليس لهم إلا [١] ثلاثة أسياف وأهدي له فرس فلم يجد له سرجا ولا لجاما، فركبه بحبل وسنفه بليف [٢] .

وما زال ينتقل من مكان إلى مكان ويأخذ ما يقدر عليه، وينتهب السلاح وغيره حتى صار لَهُ قوة، وخاف الموالي منه أن يردهم إلى مواليهم، فحلف لهم ويوثق من نفسه، وَقَالَ: ليحط بي منكم جماعة، فإن أحسوا مني غدرا فليقتلوني [٣] . وأعلمهم أنه لم يخرج لعرض الدنيا بل غضبا للَّه عز وجل، ولما رأى من فساد الدين [٤] .

وجاءه يهودي فسجد له وزعم أنه يجد صفته في التوراة.

ومر على قرية [٥] فخالفوه، فانتهب منها مالا عظيما، وجوهرا كثيرا، وغلمانا ونسوة، وذلك أول سبي سباه، وما زال يعيث وينتهب فجاءه رجل [٦] من أهل البصرة فسأله عن البلالية والسعدية، فقال: إنما جئت إليك برسالتهم يسألونك شروطا، فإن أعطيتهم إياها سمعوا لك وأطاعوا. فأعطاهم ما سألوا، وكان يحارب فله وعليه، إلى أن اجتمع عليه خلق [٧] كثير من أهل البصرة، فقال اللَّهمّ إن هذه ساعة النصرة [٨] فأعني.

فزعموا [٩] أنه رأى طيورا بيضاء فأظلتهم [١٠] .


[١] في ت: «إلا» .
[٢] في الأصل: «وشقه بحبل ليف» .
والسناف: حبل يشد من التصدير إلى خلف الكركرة حتى يثبت التصدير.
[٣] في ت: «فليفتكوا بي» وكذلك في الطبري.
[٤] تاريخ الطبري ٩/ ٤١٦- ٤١٩.
[٥] في ت: «بقرية» .
[٦] في ت: «فقدم عليه رجل» .
[٧] في ت: «جمع» .
[٨] في ت: «العسرة» .
[٩] في ت: «فزعم» .
[١٠] في ت: «قد أظلت بجمع» .

<<  <  ج: ص:  >  >>