للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجله، فقمت، فقال: يا أبا بكر، انظر إيش تحت المصلى فخذه، فرفعت المصلى [١] فإذا برقعة، فأخذتها وتقدمت إلى الشمعة، فإذا فيها يا مؤنس! جسرت [٢] على قصد دكان رجل تاجر، وفتحت صندوقه، وأخذت منه عقد جواهر، وأنا في الدنيا! والله لولا أنها أول غلطة غلطتها ما جرى في ذلك مناظرة! اركب بنفسك إلى دكان [٣] الرجل حتى ترد العقد بيدك في الصندوق ظاهرا. فقلت لأبي عَبْد اللَّهِ: ما هذا! فقال: هذا خط المعتضد، مثلت بين وجدك وبين مؤنس، فاخترتك عليه، فأخذت خط أمير المؤمنين بما تراه، فامض وأوصله/ إليه [٤] فقبلت رأسه، وجئت إلى الرجل، فأخذت بيده ومضينا إلى مؤنس، فسلمت التوقيع إليه، فلما رآه اسود وجهه، وارتعد حتى سقطت الرقعة من يده، ثم قَالَ: يا هذا [الله] [٥] بيني وبينك! هذا شيء ما علمت به فالا تظلمته إلي [٦] وإن لم أنصفكم فإلي الوزير، بلغتم الأمر إلى أمير المؤمنين من أول وهلة! قَالَ:

فقلت بعلمك [٧] جرى والعقد معك فأحضره، فقال: خذ الألف دينار التي عليه الساعة، واكتبوا على الرجل ببطلان ما ادعاه فقلت: لا نفعل! فقال: ألف وخمسمائة دينار [٨] قلت: والله لا نرضى حتى تركب بنفسك إلى الدكان، فترد العقد، فركب ورد العقد إلى مكانه.

قال المحسن: وبه [٩] حدثنا أبو أَحْمَد الحسين بن مُحَمَّد المدلجي قَالَ: بلغني عن خفيف السمرقندي قَالَ: كنت مع مولاي المعتضد في بعض متصيداته، وقد انقطع عن العسكر، وليس معه [أحد] [١٠] غيري، فخرج علينا [١١] أسد، فقصدنا فقال لي المعتضد:


[١] «المصلى» ساقطة من ك.
[٢] في الأصل: «تجاسرت» .
[٣] في ك: «إلى مكان» .
[٤] في الأصل: «وأصله الرقعة» .
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] في ك: «فالا تظلمتم» .
[٧] في ك: «بعملك» .
[٨] «دينار» ساقطة من ك.
[٩] «به» ساقطة من ك.
[١٠] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[١١] في المطبوعة: «علينا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>