للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما عزل ابن مقلة في خلافة الراضي ضمنه الخصيبي بألفي ألف دينار، وحلت به المكاره من قبله، وَكَانَ ابن مقلة [١] لما شرع في بناء داره بالزاهر جمع المنجمين حتى اختاروا له وقتا لبنائه، ووضع أساسه بين المغرب والعشاء، فكتب إليه بعضهم:

قل لابن مقلة مهلا لا تكن عجلا ... واصبر فإنك في أضغاث أحلام

تبنى بأنقاض دور الناس مجتهدا ... دارا ستنقض أيضا بعد أيام

ما زلت تختار سعد المشترى لها ... فلم توق به من نحس بهرام

إن القرآن وبطليموس ما اجتمعا ... في حال نقض ولا في حال إبرام

وَكَانَ له بستان عدة أجربه شجر بلا نخل عمل له شبكة إبريسم، وَكَانَ يفرخ فيه الطيور التي لا تفرخ إلا في الشجر، كالقماري، والدباسي، والهزار، والببغ [٢] ، والبلابل، والطواويس، والقبج، وَكَانَ فيه من الغزلان والبقر البدوية، والنعام، والإبل وحمير الوحش [٣] ، [وبشر] [٤] بأن طائرا [بحريا وقع على طائر بري فازدوجا وباضا وأفقصا، فأعطى من بشره بذلك مائة دينار ببشارته] [٥] وَكَانَ بين جحظة [الشاعر] [٦] وبين ابن مقلة صداقة قبل الوزارة، فلما استوزر استأذن عليه جحظة فلم يؤذن له فَقَالَ:

قل للوزير أدام الله دولته ... أذكر منادمتي والخبز خشكار

إذ ليس بالباب برذون لنوبتكم ... ولا حمار ولا في الشط طيار

وَكَانَ ابن مقلة [يوما] [٧] على المائدة، فلما غسل يده رأى على ثوبه نقطة صفراء من الحلوى، فأخذ القلم وسودها وَقَالَ: تلك عيب [٨] ، وهذا اثر صناعة [٩] ، وأنشد:


[١] «وكان ابن مقلة» : ساقط من ك.
[٢] «والببغ» : ساقطة من ك.
[٣] في ت: «وحمر الوحش» .
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٥] «فأعطى من بشره بذلك مائة دينار ببشارته» : ساقطة من ك، وما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٦] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٧] ما بين المعقوفتين: ساقط من ت.
[٨] في ت: «هذا عيب» .
[٩] في ت: «وذاك أثر صناعة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>