للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ [١] ابن قتيبة: وهو الذي بنى الإيوان بالمدائن، والسوس، وغزا أرض الروم فسبى سبيا كثيرا.

وهادن [٢] قسطنطين ملك الروم، وكان قسطنطين أول من تنصر، وفرق ملكه بين ثلاث بنين ملوك كانوا له، فملكت الروم عليهم رجلا من أهل بيت قسطنطين يقال له:

لليانوس، وكان يدين بملة الروم التي كانت قبل ذلك، ويسر ذلك ويظهر النصرانية. قبل أن يملك، فلما ملك أظهر ملة الروم، وأمرهم بإحيائها، وأمر بهدم البيع، وقتل الأساقفة وأحبار النصارى، وجمع جموعا من الروم والخزر، ومن كان فِي مملكته من العرب، ليقاتل بهم سابور وجنود فارس.

فانتهزت العرب بذلك الفرصة من الانتقام من سابور لأجل ما فتك بالعرب، وقتل منهم، فاجتمع فِي عسكر لليانوس من العرب مائة ألف وسبعون [٣] ألفا، فوجههم مع رجل من بطارقة [٤] الروم، بعثه عَلَى مقدمته يسمى: يوسانوس، وسار لليانوس حَتَّى نزل بلاد فارس، فلما بلغ الخبر إِلَى سابور هاله ذلك، ووجه عيونا تأتيه بخبرهم، فاختلفت [٥] أقوال العيون، فتنكر سابور، وسار فِي أناس من ثقاته ليعاين عسكرهم، فلما قرب من عسكر يوسانوس صاحب مقدمة لليانوس، وجه رهطا إِلَى عسكر يوسانوس ممن كان معه ليأتوه بالخبر على حقيقته، فنذرت [٦] بهم الروم فأخذوهم ودفعوهم إِلَى يوسانوس، فلم يقر أحد منهم بالأمر الذي توجهوا له، إلَّا رجل واحد، فإنه أخبر بالقصة عَلَى وجهها، وبمكان سابور، وَقَالَ: وجه معي جندا، حَتَّى أدفع إليهم سابور/، فأرسل يوسانوس إِلَى سابور رجلا من بطانته ينذره، فارتحل سابور من الموضع الّذي كان فيه إِلَى عسكره. ثم تقدمت العرب فحاربت سابور، ففضّوا جموعه، وقتلوا مقتلة


[١] في ت: «وقالت» .
[٢] نقلا عن تاريخ الطبري ٢/ ٥٨. وما بعدها باختصار وتصرّف.
[٣] في الأصل: «وسبعين» .
[٤] في ت: «من رجل من بطارقة» .
[٥] في الأصل: «فاختلف» .
[٦] في الأصل: «فتهرب منهم» وفي ت: «فغدرت» . وما أثبتناه من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>