للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/ وفى هذا الشهر [١] : ورد الخبر على فخر الملك من الكوفة، بأن أبا فليتة ابن القوي سبق الحاج إلى واقصة في ستمائة رجل، فنزح الماء في مصانع البرمكي، والريان [٢] وغورها، وطرح في الآبار الحنظل، وأقام يراصد ورودهم، فلما وردوا العقبة [في] [٣] يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر اعتقلهم هناك [٤] ، ومنعهم الاجتياز، وطالبهم بخمسين ألف دينار فامتنعوا من تقرير أمره على شيء، وضعفوا عن الصبر، وبلغ منهم العطش فهجم عليهم فلم يكن عندهم دفع ولا منع، فاحتوى على الجمال والأحمال والأموال فهلك من الناس الكثير، وقيل: هلك خمسة عشر ألف إنسان ولم يفلت إلا العدد اليسير، وأفلت أبو الحارث بن عمر العلوي وهو أميرهم في نفر من الكبار على أسوأ حال، وفى آخر رمق خلص من خلص بالتخفير من العرب وركوب الغرر في المشي على القدم، وكان فخر الملك حينئذ مقيما على سد الشق [٥] فورد عليه من هذا الأمر [٦] أعظم مورد وكاتب عامل الكوفة بأن يحسن إلى من سلم ويعينهم [٧] وكاتب [٨] على بن مزيد، وأمره أن يطلب العرب الذين فعلوا هذا ويوقع بهم بما يشفى الصدر منهم [وندب] [٩] من يخرج لمعاونته فسار ابن مزيد فلحق القوم في البرية وقد قاربوا البصرة، فأوقع بهم وقتل الكثير منهم، واسر ابن القوى أبا فليتة والأشتر وأربعة عشر رجلا من وجوه بنى خفاجة، ووجد الأحمال والأموال قد تمزقت، وأخذ كل فريق من ذلك الجمع طرفا، فانتزع ما أمكنه انتزاعه وعاد إلى الكوفة، وبعث بالأسراء إلى بغداد فشهروا وأودعوا الحبس، وأجيع منهم جماعة وأطعموا المالح، وتركوا على/ دجلة حتى شاهدوا الماء حسرة وماتوا عطشا هناك، وأوقع أبو الحسن بن مزيد


[١] بياض في ت.
[٢] في الأصل: «والزيات» .
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٤] في الأصل: «أعتاقهم هناك» .
[٥] في ص، ل: «علي سد البسق» .
[٦] في الأصل: «من هذا الحادث» .
[٧] في المطبوعة: «ونصبهم» .
[٨] «وكاتب» : ساقطة من ص.
[٩] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>