للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخفاجة بعد سنين فافلت من أسروه من الحاج، وكانوا قد جعلوهم رعاة لأغنامهم، فعادوا وقد قسمت تركاتهم وتزوجت نساؤهم.

وفى ليلة الأربعاء لثلاث بقين من صفر وقت العشاء انقض كوكب كبير الجرم عن يمنة القبلة، وملأ الأرض ضوؤه واستعظم الناس ما رأوه منه.

وفى شعبان وقعت بالكوفة صاعقة في أثناء رعد وبرق، فسقطت على حائط فرمت به، وفى رمضان انقض كوكب من المشرق إلى المغرب غلب ضوؤه ضوء القمر، وتقطع قطعا وبقى ساعة طويلة.

وفى شوال توفيت بنت أبي نوح الأهوازي [١] [الطبيب زوجة أبي نصر بن إسرائيل] [٢] كاتب المناصح أبي الهيجاء، فأخرجت جنازتها نهارا ومعها النوائح والطبول والزمور والرهبان والصلبان والشموع، فقام رجل من الهاشميين فأنكر ذلك ورجم الجنازة، فوثب أحد غلمان المناصح بالهاشميّ فضربه [بدبوس] [٣] على رأسه فشجه فسال دمه وهرب النصارى بالجنازة إلى بيعة دار الروم، فتبعهم المسلمون ونهبوا البيعة وأكثر دور النصارى المجاورة لها [٤] ، وعاد ابن إسرائيل إلى داره فهجموا عليه فهرب منهم، وأخرج ابن إسرائيل مستخفيا حتى أوصل إلى دار [٥] المناصح، وثارت الفتنة بين العامة وغلمان المناصح، وزادت ورفعت المصاحف في الأسواق، وغلقت أبواب المساجد [٦] ، وقصد الناس دار الخليفة على سبيل الاستنفار، وركب ذو النجادين [٧] أبو غالب إلى دار المناصح، فأقام بها.


[١] في الأصل: «بنت أبي الفرج الأهوازي» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٤] في الأصل: «المجاوريين لها» .
[٥] في الأصل: «حتى وصل إلى داره» .
[٦] في الأصل: «وغلقت الجوامع» .
[٧] في ص: «ذو العادتين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>