للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقامرون [١] ويقترضون على موت الخليفة لينهبوا، فلما أحس الخليفة بانقراض المدة استدعى عدة الدين وقال له: يا بني، قد استخدمت في أيامي ابن أيوب، وابن المسلمة، وابن دارسة، وابن جهير، فما رأيت أصلح للدولة من ابن جهير وولده، فلا تعدل عنهما. فقبل يده وبكى بين يديه، وأحضرت الدواة وكتب القائم بأمر الله رقعة بذاك إليه، وقال: اكتب خطك في جوابها، وبالإجابة وبالتعويل على عميد الملك في وزارتك تعويل معرض غير معترض عليك. فكتب فاحضر قاضي القضاة والنقيبان والشهود في يوم الأحد تاسع شعبان، فأقاموا في الديوان إلى الليل، ثم استدعوا مع الوزير إلى الحجرة، وكان الخليفة وراء الشباك مستندا وعدة الدين قائم على رأسه، ٨١/ أوالقوم يسمعون كلامه ولا يرون شخصه فقال: / اشهدوا على ما تضمنته هذه الرقعة [٢] التي كتبت فيها سطرين بخطى. فقالوا: السمع والطاعة. وأسبلت الستارة.

وكان مضمون الرقعة ولاية العهد لعدة الدين، ورد الأمر إليه والوصاة له [٣] بما يجب الرضا به.

ونسختها: بسم الله الرحمن الرحيم، إن أمير المؤمنين يحكم [٤] ما وكله الله إليه من أمور عباده [وبلاده] [٥] وأوجبه عليه من صلة طريقة في إحسان الإيالة [٦] بقلاده رأى [٧] أن ينتهي في مراعاة أحوال المسلمين، والنظر في مصالحهم، وإسباغ ظل العاطفة [٨] على أكابرهم وأصاغرهم إلى الحد الذي تحلى [٩] مشارتهم من ملابس [الكبد وتعرى مشارتهم من ملابس] [١٠] الحذر، فلذلك اقتضت [١١] عزائمه الميمونة


[١] في الأصل: «وكانوا يتعامرون» .
[٢] في ص: «اشهدوا بما تضمنته هذه الرقعة» .
[٣] «والوصاة له» سقطت من ص، ت.
[٤] في الأصل: «إن أمير المؤمنين يسلم» .
[٥] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٦] في الأصل: «الإنالة» .
[٧] «رأى» سقطت من ص، ت.
[٨] في الأصل: «حال العاطفة» .
[٩] في الأصل: «إلى الحد الّذي على» .
[١٠] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[١١] في ص: «تنصب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>