للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إحضار وزير دولته الناظر في خدمته محمد بن محمد بن جهير وولده، ونقيب النقباء طراد بن محمد، وقاضى القضاة محمد بن علي، والمعمر بن محمد نقيب الطالبيين، ومحمد بن محمد البيضاوي [١] ، وعبد الله [٢] بن عبد السيد السيبي، وعبد الله بن محمد الدامغاني في ليلة الأحد التاسع من شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة، فحين مثلوا بين سدته الشريفة أنعم متبرعا في إيصاله من رأيه، ونفاذ عزائمه بمشافهة سلالته الطاهرة أبي القاسم عبيد الله بن محمد أمير المؤمنين بتوليته العهد، وتصييره خليفة بعده في المسلمين، ووصاه بما يطابق الشرع في مثل [٣] / هذه الحال، ويحل من رضى ٨١/ ب الله أجل المحال، حيث وجده أهلا لذلك وراءه، واستوثق كل مسعى له في الرشاد وارتضاه، وألفاه ناهضا بأعباء ما ولاه، ناهجا للسنن الذي أوجبه جميل خلاله، وأوصاه مجتمعة فيه شرائط ما فوضه إليه واستكفاه، والله يمد أمير المؤمنين بالتوفيق في إيجابه وعزائمه، ويقرن التشديد بمفاتح عزمه [٤] وخواتمه، ويحسن الخبرة له ولولي عهده ولكافة المسلمين فيما أذن فيه، وقصد به أحكام [دعائم] [٥] الصلاح ومبانيه بمنه.

والسطران الملحقان: لا يغير للخدم حال، ولا يزعجوا في ملك ولا إقطاع.

واستدعى عدة الدين من الغد عميد الدولة أبا منصور، وتقدم بإفاضة الخلع عليه، وماج الناس بالإرجاف على الخليفة بالوفاة، ورتب الوزير فخر الدولة الأتراك والهاشميين بالسلاح يطوفون، وتقدم إلى الشحنة أن يضرب خيما عند دار المملكة، فقامت الهيبة، واتفقت الوفاة ليلة الخميس الثالث عشر من شعبان، وجلس الوزير فخر الدولة وولده عميد الدولة في الديوان العزيز على الأرض حافيين، قد خرقا ثوبيهما، ونحيا عمامتيهما، وطرحا رداءين لطيفين [٦] عوضهما، وفعل الناس مثل ذلك، ومنع عدة الدين الجواري والخدم من الصراخ.


[١] إلى هنا انتهى الخرم الّذي في ص.
[٢] في الأصل: «وهبة الله» .
[٣] «مثل» سقطت من ص، ت.
[٤] في ص: «بمفاتح أمره وخواتمه» .
[٥] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٦] في الأصل: «خليفين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>