للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رمضان دخل السلطان ملك شاه إلى بغداد وخرج لتلقيه ابن الموصلايا، ونزل نظام الملك بدار ولده مؤيد الملك.

وفي ذي القعدة: خرج ملك شاه وابنه وابن بنته الذي أبوه المقتدي في خلق عظيم وزي عظيم إلى الكوفة.

وفي ذي القعدة: استوزر أبو منصور بن جهير- وهي النوبة الثانية من وزارته- للمقتدي وخلع عليه، وركب إليه نظام الملك إلى دار بباب العامة فهنأه.

وفي ذي الحجة عمل السلطان ملك شاه الصدق بدجلة، وهو إشعال النيران والشموع العظيمة في السميريات، والزواريق الكبار، وعلى كل زورق قبة عظيمة، وخرج أهل بغداد للفرجة، فباتوا على الشواطئ وزينت دجلة بإشعال النار، وأظهر أرباب المملكة كنظام الملك وغيره من زينتهم ما قدروا عليه، وحملوا [١] في السفن بأنواع الملاهي، وأخذوا السفن الكبار فألقوا فيها الحطب وأضرموا فيها النار، ١٤٢/ أوأحدروها [٢] من/ مسناة دار معز الدولة إلى دار نظام الملك، ونزل أهل محال الجانب الغربي كل واحد معه شمعة واثنتان، وكان على سطح دار المملكة إلى دجلة حبال قد أحكم شدها، وفيها سميرية [٣] يصعد بها رجل في الحبال، ثم ينحدر بها وفيها نار، وصف الشعراء ما جرى تلك الليلة فقال أبو القاسم المطرز:

وكل نار على العشاق مضرمة ... من نار قلبي أو من ليلة الصدق

نار تجلت بها الظلماء واشتبهت ... بسدفة الليل فيها غرة الفلق

وزارت الشمس فيها البدر واصطلحا ... على الكواكب بعد الغيظ والحنق

مدت على الأرض بسطا من جواهرها ... ما بين مجتمع وار ومفترق

مثل المصابيح إلا أنها نزلت ... من السماء بلا رجم ولا حرق

أعجب بنار ورضوان يسعرها ... ومالك قائم منها على فرق


[١] في الأصل: «وعلموا من السفن»
[٢] في ص، ت: «وأحدروا من مسناة»
[٣] في الأصل: «سمارية»

<<  <  ج: ص:  >  >>