للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معهم كالدينوري، والقزويني وذكر من قد سبق اسمه في حياته، ورأيت كبار الفقهاء كأبي الطيب وابن الصباغ وأبي إسحاق، ورأيت إِسْمَاعِيل والد المزكي تصدق بسبعة وعشرين ألف دينار، ورأيت من بياض التجار كابن يوسف وابن جرده وغيرهما، والنظام الذي سيرته بهرت العقول، وقد دخلت في عشر التسعين وفقدت من رأيت من السادات ولم يبق إلا أقوام كأنهم المسوخ صورا، فحمدت ربي إذ لم يخرجني من الدار الجامعة لأنوار المسار بل أخرجني ولم يبق مرغوب فيه فكفاني محنة التأسف على ما يفوت [١] ، لأن التخلف مع غير الأمثال عذاب، وإنما هون فقداني للسادات نظري [٢] إلى الإعادة بعين اليقين، وثقتي إلى وعد المبدئ لهم [٣] ، فلكأني أسمع داعي البعث وقد دعا كما ٧٥/ أسمعت ناعيهم وقد نعى حاشي المبدئ لهم على تلك الأشكال والعلوم أن يقنع/ لهم في الوجود بتلك الأيام اليسيرة المشوبة بأنواع الغصص [٤] وهو المالك، لا والله لا أقنع لهم إلا بضيافة تجمعهم على مائدة [تليق] [٥] بكرمه، نعيم بلا ثبور، وبقاء بلا موت، واجتماع بلا فرقة، ولذات بغير نغصة.

وحدثني بعض الأشياخ أنه لما احتضر ابن عقيل بكى النساء، فقال: قد وقفت خمسين سنة فدعوني أتهنأ بلقائه.

توفي رضي الله عنه بكرة الجمعة ثاني عشر جمادي الأولى من هذه السنة، وصلى عليه في جامع القصر والمنصور، وكان الجمع يفوق الاحصاء. قال شيخنا ابن ناصر:

حزرتهم بثلاثمائة ألف، ودفن في دكة الإمام أحمد وقبره ظاهر [فما كان في مذهبنا أحد مثله.

وقال شيخنا أبو الحسن الزعفراني: دفن في الدكة بعد الخادم مخلص] [٦] .


[١] في ص: «فكفاني عنه التأسف على ما يفوت» .
[٢] في الأصل: «فقداني السادات نظري» .
[٣] في الأصل: «وثقتي إلى وعد المهدي» .
[٤] في ت: «المشوبة بأنواع البعض»
[٥] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٦] «فما كان في مذهبنا ... الخادم المخلص» : الجملة ساقطة من الأصل، ص، ط، وأوردناها من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>