للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصيحة في الدار، وأخذ أستاذ الدار والبوابون ووكل بهم، وقيل: كيف جرى هذا.

وكان السلطان مسعود قد افرج عن أرباب الدولة، وهم: الوزير علي بن طراد، وابن طلحة، وقاضي القضاة، ونقيب الطالبيين أبو الحسن بن المعمر، وسديد الدولة ابن الأنباري، فأما النقيب فتوفي حين حط من القلعة، وأما قاضي القضاة فانحدر إلى بغداد، فدخل على غفلة وأقام الباقون حتى وردوا مع مسعود إلى العراق.

وكان قبض الراشد على أستاذ داره أبي عبد الله/ بن جهير، وقيل إنه وجدت له ١٣٥/ أمكاتبات إلى دبيس، فقوى استشعار الناس وخافوا من الراشد.

وفي يوم الخميس ثاني عشر ربيع الأول مضى الموكب إلى زنكي، وعاد سوى الوزير وصاحب الديوان، فمن الناس من يقول: قبض عليهما، ومنهم من يقول: أنه خلا بهما وعنفهما، وقال: ما هذا الرأي؟ فقال أبو الرضا ما يقبل مني والآن فقد استجرت بك فما لي رأي في العود، فقال اجلس فأنت آمن على نفسك ومالك، ثم نفذ زنكي إلى الراشد يقول: أريد المال الذي أخذ من إقبال، وهو دخل الحلة، وذاك مال السلطان ونحن نحتاج إلى نفقة، وتردد القول في ذلك ثم نفذ الراشد إلى ابن صدقة: «كل ما أشير به يفعل ضده، وقد كان هذا الخادم إقبال بازاء جميع العسكر وأشرت أن لا يقبض عليه، فما قبل وأنا لا أوثر أن تتغير الدولة وينسب إلي فإن هذا الملعون ابن الهاروني قصده إساءة السمعة [وهلاك المسلمين [١]] وهو السبب في جميع ما جرى» .

فقبض على ابن الهاروني يوم الخميس ثامن عشر ربيع الأول، وجاء رسول زنكي فلقي الخليفة [وشكا [٢]] مما جرى من ابن الهاروني وتأثيراته في المكوس والمواصير، وقال: الخادم يسأل أن يسلم إليه ليتقرب إلى الله بدمه، فقال له: ندبر في ذلك، ثم تقدم في بكرة الأحد حادي عشرين الشهر إلى أبي الكرم الوالي بقتله، فقتل في الرحبة وصلب على خشبة قصيرة ومثل به العوام، فلما جن الليل أخذه أهله وعفوا أثره، وظهرت له من الأموال والأثاث وأواني الذهب والفضة أمر عظيم، ووصل إلى الخليفة من ماله مائتا ألف وكانت له ودائع عند القضاة والتجار.


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>