للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٥/ ب وفي ثاني ربيع الآخر: قطعت جميع أموال الوكلاء، / وكان السبب أن زنكي طلب من الخليفة مالا يجهز به العسكر ليحدرهم إلى واسط، فقال الخليفة: البلاد معكم وليس معي شيء فاقطعوا البلاد، ثم استقر أن يدفع إلى زنكي ثلاثين ألفا مصانعة عن البلاد ويرد إليهم.

وفي سادس عشر هذا الشهر: بات الحرس تحت التاج يحفظونه استشعارا من زنكي، ثم إن زنكي أشار على ابن صدقة أن يكون وزير داود، فأجاب فخلع عليه وولى أبو العباس بن بختيار الماندائي قضاء واسط، واستوثق زنكي باليمين من الراشد، ثم جاء فعاهده وقبل يده وبعث الخليفة إلى أبي الرضا بن صدقة، فأشار عليه بالعود فجاء ففوض الأمور كلها إليه، ثم تقدم إلى السلطان داود والأمراء إلى قتال مسعود، وهم:

ألبقش، وزنكي، والبازدار، وبكبه، فساروا فوصلهم الخبر أن مسعودًا رحل يطلب العراق، فبعث الراشد فرد الأمراء والسلطان وضرب نوبتيته واستحلفهم، وقال: أريد أن أخرج معكم، وكان ذلك في يوم الثلاثاء ثاني عشرين شعبان، فلما كان يوم الأربعاء سلخ شعبان خرج الراشد فركب في الماء وصعد مما يلي باب المراتب، وسار الناس بين يديه حتى نزل السرادق ثم جدد اليمين على الأمراء، فلما كان بعد يومين أشار عليه زنكي بأن يضرب [١] عند جامع السلطان على دجلة ففعل، فلما كان عشية الأحد رابع رمضان جاء جاسوس لزنكي [٢] ، فقال: قد عزم القوم على الكبسة، فرحل هو وأصحابه والخليفة، وضربوا داخل السور، وخرج هو في الليل جريدة سبعة آلاف ليضرب عليهم، فرحلوا عن ذلك المنزل وأصبح الناس على الخوف وتسلح العامة وعملوا في السور، وكان الأمراء ينقلون اللبن على الخيل منهم البازدار وبكبه وهما ١٣٦/ أنقضاه، وجاءت ملطفات إلى جميع الأمراء من مسعود فأحضروها/ جميعا وجحد ذلك شحنة بغداد [٣] ، وكتب جوابها إلى مسعود فأخذه زنكي فغرقه [٤] .


[١] في ص: «أشار عليه ابن زنكي بأيضرب» .
[٢] في الأصل: «جاسوس من لزنكي» .
[٣] في الأصل: «وجحدها لك شحنة بغداد» .
[٤] في الأصل: «فأخذه زنكي فغرقه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>