وفي يوم الخميس ثامن رمضان: أخرجوا من دار الخليفة مصراعين حديدا، فحملت على العجل إلى هناك ونصبت على باب الظفرية في السور، فلما كان عشية الأحد حادي عشرين رمضان مضى من أصحاب مسعود جماعة فنزلوا قريبا من المزرفة، فعبر إليهم زنكي فهربوا.
فلما كان يوم الأربعاء جاء عسكر كثير إلى باب السور، فخرج إليهم رجالة وخيل ووقع القتال وجاء جماعة من الأمراء من عند مسعود [١] إلى الخليفة يستأمنون فقبلهم وخلع عليهم، وكان زنكي لا يستخدمهم، ويقول: استريحوا من تعبكم حتى ينقضي هذا البيكار.
وفي عشرين رمضان: وصل رسول من عند مسعود يطلب الصلح، يقول: أنا الخادم، فقرئت الرسالة على الأمراء فأبوا إلا المحاربة، وكثر العيارون وأخذوا المال قهرا، وجلسوا في المحال يأخذون من البزازين.
وبكر الناس لصلاة العيد مستهل شوال إلى جامع القصر، ولم يخرج موكب كما جرت العادة بل عيدوا داخل السور موضع المخيم بلى ان الطبول ضربت كما جرت العادة داخل الدار وعلى باب الدار ليلة العيد، وعيد كل إنسان في مخيمه، وعيد الخليفة على باب السرادق، وكان الخطيب ابن التريكي، ونفذ إلى كل أمير ما يخصه من المأكول من غير أن يمدوا سماطا.
ووصل في هذا اليوم أصحاب مسعود إلى الرصافة فدخلوها ودخلوا الجامع فكسروا أبوابه ونهبوا ما كان فيه من رحل المجاورين وكسروا شبابيك الترب وبالغوا في الفساد.
وفي يوم السبت ثاني شوال: وقع بين أهل باب الأزج والمأمونية/ وقتل منهم ١٣٦/ ب ثلاثة، ثم كثر فساد العيارين ففتكوا وقتلوا حتى في الظفرية، ودخلوا إلى دكاكين البزازين يطالبونهم بالذهب ويتهددونهم بالقتل فرتب شحنة بغداد، ونصبت شحنات
[١] هنا في الأصل تكررت العبارة: «ووقع القتال وجاء جماعة من الأمراء من عند مسعود من الأمراء» .