للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«القوم ما بين التسعمائة إلى الألف» قال: «فمن منهم من أشراف قريش؟» قالا: عتبة، وشيبة، وأبو البختري، وحكيم بن حزام، والحارث بن عامر، وطعيمة بن عدي، والنضر بن الحارث، وزمعة بْن الأسود، وأبو جهل، وأمية بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، وسهيل بن عمرو، وعمرو بن عبد ود. فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي الناس فقال:

«هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها» . وأما أبو سفيان [١] فإنه أسرع بالعير على طريق الساحل، وأقبلت قريش، فلما نزلوا الجحفة رَأَى جهم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف رؤيا فقال: إني رأيت فيما يرى النائم، أو أني بين النائم [٢] واليقظان، إذ نظرت إلى رجل أقبل على فرس حتى وقف ومعه بعير له، ثم قال: قتل عتبة، وشيبة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية، وفلان وفلان- فعد رجالا ممن قتل يومئذ من أشراف قريش- ورأيته ضرب في لبة بعيره ثم أرسله في العسكر فما بقي خباء من أخبية العسكر إلا/ أصابه نضح من دمه.

قال: فبلغت أبا جهل، فقال: وهذا [أيضا] [٣] نبي آخر من بني عبد المطلب، سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا.

ولما رأى أبو سفيان [أنه] [٤] قد أحرز عيره أرسل إلى قريش: أنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم وأموالكم، وقد نجاها الله فارجعوا. فقال أبو جهل بن هشام: والله لا نرجع حتى نرد بدرا- وكان بدر موسما من مواسم العرب يجتمع لهم بها سوق كل عام- فنقيم عليه ثلاثا، وننحر [٥] الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمور، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب، فلا يزالون يهابوننا أبدا، فامضوا.

فقال الأخنس بن شريق: يا بني زهرة، قد نجا الله أموالكم فارجعوا ولا تسمعوا ما يقول هذا فرجعوا ولم يشهدها زهري.


[١] تاريخ الطبري ٢/ ٤٣٩، والبداية والنهاية ٣/ ٢٦٥، ٢٦٦.
[٢] في أ: «وكأني بين النائم واليقظان» .
[٣] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٥] في الأصل: «وننحرر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>