للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبشروا فإن الله عز وجل قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم» .

ثم سار حتى نزل قريبا من بدر، فنزل هو ورجل من أصحابه حتى وقف على شيخ من العرب فسأله عن قريش وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم؟ فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني من أنتما؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أخبرتنا أخبرناك» فقال:

وذاك بذاك؟ فقال: «نعم» . قال الشيخ: فإنه بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدقني الذي أخبرني فهو اليوم بمكان كذا وكذا- للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم- وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي حدثني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا- للمكان الذي به قريش- فلما خبره قال: ممن أنتما؟ فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نحن من ماء» وانصرف. قال مؤلف الكتاب: أوهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من العراق، / وكان العراق يسمى:

ماء، وإنما أراد بِهِ: خلق من نطفة ماء.

قال ابن إسحاق: ثم رجع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أصحابه، فلما أمسى بعث علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون لَهُ الخبر، فأصابوا راوية لقريش فيها: أسلم غلام [بني] [١] الحجاج، وعرباص أبو سيار غلام [بني] [٢] العاص بن سَعِيد، فأتوا بهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قائم يصلي فسألوهما، فقالوا: نحن سقاة قريش، بعثوا بنا لنسقيهم من الماء. فرجا القوم أن يكونا [٣] لأبي سفيان، فضربوهما، فقالا: نحن لأبي سُفْيَان فتركوهما، فلما قضى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاته قال: «إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما، صدقا والله إنهما لقريش، أخبراني: أين قريش؟» قالوا: هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى، والكثيب العقنقل. قال: «كم القوم؟» قالا: كثير. قال: «كم عدتهم؟» قالا: لا ندري. قال: «كم ينحرون؟» قالا: يوما تسعا ويوما عشرا. قال:


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[٢] في الأصل ابن.
[٣] في الأصل: «أن يكونوا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>