للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طاهر المخلص قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي قال:

أَخْبَرَنَا الزُّبْيَرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عِمَامَةُ بْنُ عَمْرٍو [١] السَّهْمِيُّ، عَنْ مُسَوَّرِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْيَرْبُوعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ [٢] قَالَ:

خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا نَزَلْنَا الْجُحْفَةَ رَجِعَتْ قَبِيلَةٌ مِنْ قَبَائِلِ قُرَيْشٍ بِأَسْرِهَا، وَهِيَ: زُهْرَةُ، فَلَمْ يَشْهَدْ أَحَدٌ مِنْ مُشْرِكِيهِمْ بَدْرًا، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى نَزَلْنَا الْعُدْوَةَ، فَجِئْتُ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ، هَلْ لَكَ أَنْ تَذْهَبَ بِشَرَفِ هَذَا الْيَوْمِ مَا بَقِيتَ؟ قَالَ: أَفْعَلُ مَاذَا؟

قُلْتُ: إِنَّكُمْ لا تَطْلُبُونَ مِنْ مُحَمَّدٍ إِلا دَمَ الْحَضْرَمِيَّ وَهُوَ حَلِيفُكَ، فَتَحَمَّلْ بِدَيَتِهِ، وَتَرْجِعُ بِالنَّاسِ.، فَقَالَ لِي: فَأَنْتَ وَذَاكَ، فَأَنَا أَتَحَمَّلُ بِدِيَةِ حَلِيفِي، فَاذْهَبْ إِلَى ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ- يَعْنِي: أَبَا جَهْلٍ- فَقُلْ لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَرْجِعَ الَيْوَم بِمَنْ مَعَكَ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ؟

فَجِئْتُهُ فَإِذَا هُوَ بِجَمَاعَةٍ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ وَرَائِهِ، وَإِذَا ابْنُ الْحَضْرَمِيُّ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: فَسَخْتُ عَقْدِي مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَعَقْدِي إِلى بَنِي مَخْزُومٍ. فقلت له: يقول لك عُتْبَةُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ عَنِ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: أَمَا وَجَدَ رَسُولا غَيْرَكَ؟ فَخَرَجْتُ أُبَادِرُ إِلَى عُتْبَةَ، وَعُتْبَةُ مُتَّكِئٌ عَلَى إِيمَاءِ بْنِ رُخْصَةَ [٣] ، وَقَدْ أَهْدَى إِلَى الْمُشْرِكِينَ عَشْرَ جَزَائِرَ، فَطَلَعَ أَبُو جَهْلٍ وَالشَّرُّ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لِعُتْبَةَ: انْتَفَخَ سِحْرُكَ! فَقَالَ لَهْ عُتْبَةُ:

سَتَعْلَمُ! فَسَلَّ أَبُو جَهْلٍ سَيْفَهُ، فَضَرَبَ بِهِ مَتْنَ فَرْسَهُ، فَقَالَ إِيمَاءُ بْنُ رُخْصَةَ [٣] : بِئْسَ الْفَأْلُ هَذَا! فَعِنْدَ ذَلِكَ قَامَتِ الْحَرْبُ.

أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ قَالَ: أخبرنا أحمد بن جَعْفَرٍ قَالَ:

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قال: حدثني أبي قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عن أبي إسحاق قال: سمعت حَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: [٤] لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ بَدْرٍ وَمَا مِنَّا [٥] إِنْسَانٌ إِلا نَائِمٌ إِلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ كَانَ يصلي إلى


[١] في تاريخ الطبري ٢/ ٤٤٣: «عثامة» وفي الطبعة الأوربية «عمامة» .
[٢] والخبر في تاريخ الطبري ٢/ ٤٤٢، ٤٤٣، والبداية والنهاية ٣/ ٢٧٠، والأغاني ٤/ ١٨٦، ١٨٧.
[٣] في الأصل: «على أنمار رخصة» .
[٤] الخبر في تاريخ الطبري ٢/ ٤٢٧، ومسند أحمد بن حنبل ١/ ١٣٨.
[٥] في الطبري: «وما فينا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>