للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عليه] [١] فانتهبوا فسطاطه وجرحوه، أو ليس قد أخرجوا جدك الحسين، وحلفوا له ثم خذلوه، ثم لم يرضوا بذلك حتى قتلوه، فلا تفعل ولا ترجع معهم، فقالوا له: إن هذا لا يريد أن تظهر، ويزعم أنه وأهل بيته أحق بهذا الأمر.

فمضى داود إلى المدينة، ورجع زيد إلى الكوفة فاستخفى فأقبلت الشيعة تختلف إليه وتبايعه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل، فأرسل إلى السواد وأهل الموصل رجالا يدعون إليه.

وتزوج بالكوفة، فكان ينزل تارة في دار امرأته وتارة في دار أصهاره، ومرة عند نصر بْن خزيمة، ثم تحول إلى دار معاوية بن إسحاق، وكانت بيعته التي بايع الناس:

ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، وجهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين، وإعطاء المحرومين، وقسم [٢] هذا الفيء بين أهله بالسواد، ورد المظالم، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا. فإذا قال القائل: نعم، وضع يده على يده، وقال: عليك عهد الله وميثاقه وذمة الله وذمة رسوله لتفين بيعتي ولتقاتلن عدوي ولتنصحن لي في السر والعلانية؟ فإذا قال: نعم، مسح يده على يده ثم قال: اللَّهمّ اشهد.

فمكث كذلك بضعة عشر شهرا، فلما دنا خروجه أمر أصحابه بالاستعداد والتهيؤ، فشاع أمره في الناس، فلما عزم على الخروج أمر أصحابه بالتأهب، فانطلق سليمان بن سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر فأخبره خبره، فبعث يوسف في طلب زيد فلم يجده، فلما رأى الناس الذين بايعوه أن يوسف بن عمر يستبحث عن أمره اجتمع إليه جماعة من رؤسائهم، فقالوا له: رحمك الله، ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قال: رحمهما الله ورضي عنهما، ما سمعت أحدا من أهل بيتي يتبرأ منهما ولا يقول فيهما إلا خيرا، قالوا: فلم تطلب إذا بدم أهل هذا البيت، إلا أنهما وثبا على سلطانكم فنزعاه من أيديكم، فقال زيد: لو قلنا إنهم استأثروا علينا لم يبلغ ذلك بهم كفرا [٣] ، قد [والله] [٤] ولوا فعدلوا، قالوا: فإذا كان أولئك لم يظلموكم فلم تدعونا إلى قتال هؤلاء، فقال: إن


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٢] في ت: «ودفع» .
[٣] في الأصل: «إلا كفرا» . وما أوردناه من ت والطبري ٨/ ١٨١.
[٤] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>