بسهم فأصاب جبهته، فثبت [١] في الدماغ، فأدخل إلى بيت، وجيء بالطبيب فانتزع السهم فجعل يضج ثم مات. فقال القوم: أين ندفنه؟ فقال بعض أصحابه: نلبسه درعه ونطرحه في الماء، وقال آخر: بل نحتز رأسه ونطرحه بين القتلى، فقال ابنه: لا والله لا تأكل لحم أبي الكلاب. فجاءوا به إلى نهر فسكروا الماء وحفروا له فدفنوه وأجروا عليه الماء، وتصدع الناس، وتوارى ولده يحيى بن زيد.
فلما سكن الطلب خرج في نفر من الزيدية إلى خراسان، ثم دل القوم على قبر زيد، فاستخرجوه وقطعوا رأسه وصلبوا جسده، وبعث برأسه إلى هشام، فأمر به فنصب على باب دمشق، ثم أرسل به إلى المدينة فصلب بها، ومكث البدن مصلوبا حتى مات هشام، فأمر به الوليد فأنزل وأحرق، فلما ظهر ولد العباس عمد عبد الله بن علي إلى هشام بن عبد الملك، فأخرجه من قبره وصلبه بما فعل بزيد.
وذكر أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي في كتاب المقالات: أن زيد بن علي لما خرج قتل في المعركة ودفنه أصحابه، فعلم به يوسف بن عمر، فنبشه وصلبه ثم كتب هشام يأمر بحرقه فأحرق ونسف رماده في الفرات.
ثم خرج يحيى بن زيد بالجوزجان على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، فبعث نصر بن سيار إليه سلم بن أجوز المازني فحاربه فقتل في المعركة ودفن في بعض الخانات.
وخرج محمد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن الْحَسَن بالمدينة، وبويع له في الآفاق، فبعث إليه المنصور بعيسى بن موسى، وحميد بن قحطبة فقتلاه، وقتلا من أجله تحت الهدم أباه عبد الله، وعلي بن الحسن بن الحسن وجماعة، ودفن إبراهيم بن الحسن بن الحسن وهو حي بالكوفة، وكان محمد بن عبد الله وجه ولده واخوته إلى الآفاق يدعون إليه فوجه ابنه عليا إلى مصر، فأخذ هناك وقتل، ووجه ابنه عبد الله إلى خراسان فطلب فهرب إلى السند فأخذ بها وقتل، ووجه ابنه الحسن إلى اليمن فأخذ لنفسه أمانا ثم حبس فمات في السجن، ثم وجه أخاه موسى إلى الجزيرة، فأخذ لنفسه أمانا، ووجه أخاه إدريس إلى المغرب، ووجه أخاه يحيى إلى الري، وخرج بعده أخوه إبراهيم [بن عبد الله