للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسخاطي، فإن الله شاهدي وأنت المأخوذ بالتقصير.

وكتب إلى داود بن علي وهو عامله على مكة: أما بعد، فهذه سنة طمس فيها عيون الجور، وأخمد نيران الظلم، وأباد الشجرة الملعونة، فهن زوار بيت الله بنصر أوليائه، وخذلان أعدائه ليحمدوه على ذلك.

وفي هذه السنة: هزم مروان بالزاب [١] ، وذلك أن قحطبة كان قد وجه أبا عون عبد الله بن يزيد الأزدي، فقتل عثمان بن سفيان، وأقام بناحية الموصل، فلما بلغ مروان قتل عثمان أقبل من حران حتى أتى الموصل، فنزل على الزاب وحفر خندقا، فسار إليه أبو عون، فوجه أبو سلمة إلى أبي عون عيينة بن موسى، والمنهال بن حبان، وإسحاق بن طلحة كل واحد في ثلاثة آلاف، فلما ظهر أبو العباس بعث سلمة بن محمد في ألفين، وعبد الله الطائي في ألف وخمسمائة، وعبد الحميد بن ربعي الطائي في ألفين، وداس [٢] بن نضلة في خمسمائة إلى أبي عون. ثم قال: من يسير إلى مروان من أهل بيتي؟ فقال عبد الله بن علي: أنا، فقال: سر على بركة الله.

فسار فقدم على أبي عون، فتحول له أبو عون عن سرادقه، وخلاه له وما فيه. فلما كان لليلتين خلتا من جمادى الآخرة سنة ثنتين [٣] وثلاثين ومائة سأل عبد الله بن علي عن مخاضة، فدل عليها بالزاب، فأمر عيينة بن موسى، فعبر في خمسة آلاف وانتهى إلى عسكر مروان فقاتلهم حتى أمسوا وتحاجزوا، ورجع عيينة فعبر المخاضة إلى عسكر عبد الله، فأصبح مروان فعقد الجسر وسرح ابنه عبد الله بن مروان فحفر خندقا أسفل من عسكر ابن علي، فبعث عبد الله بن علي المخارق في أربعة آلاف، فنزل على خمسة أميال من عسكر عبد الله بن علي، فسرح عبد الله بن مروان إليه الوليد [٤] بن معاوية، فلقي المخارق، فانهزم أصحابه، وأسر المخارق، وقتل منهم يومئذ عدة، فبعث بهم إلى عبد الله وبعثه عبد الله إلى مروان مع الرءوس، فقال مروان: أدخلوا علي رجلا من الأسارى، فأتوه بالمخارق، فقال: أنت المخارق [٥] ؟ فقال: أنا عبد من


[١] تاريخ الطبري ٧/ ٤٣٢.
[٢] في الأصل: «دواس» . والتصحيح من ت والطبري.
[٣] في الأصل: «اثنتين» . وما أوردناه من ت والطبري.
[٤] في الأصل: «فسرح إليه عبد الله بن مروان الوليد» . وما أوردناه من ت.
[٥] في الأصل: «أنت المخارق الله» . وما أوردناه من ت والطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>