للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روينا أن مرية [١] زوجة مروان بن محمد استأذنت على الخيزران، وعندها زينب [بنت] [٢] سليمان بن علي الهاشمي، فلما دخلت قالت زينب: الحمد للَّه الذي أزال نعمتك وصيرك عبرة، تذكرين يا عدوة الله حين أتاك أهل بيتي يسألونك أن تكلمي أصحابك في أموال إبراهيم بن محمد فلقيتيهن ذلك اللقاء، وأخرجتيهن ذلك المخرج، فضحكت، وقالت: أي بنت عم، أي شيء أعجبك من حسن صنيع الله بي على ذلك حتى أردت أن تتأسي بي فيه، ثم ولت خارجة.

وفي هذه السنة [٣] : خلع أبو الورد، واسمه مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، وهو من أصحاب مروان وفرسانه وقواده، خلعه أبو العباس السفاح. وذلك أنه لما هزموا بقنسرين جاء إلى عبد الله بن علي فبايعه، ودخل فيما دخل فيه جنده من الطاعة، فجاء قائد من قواد عبد الله بن علي، فعبث بولد مسلمة بن عبد الملك ونسائهم، وكانوا مجاورين لأبي الورد، فخرج حتى هجم على ذلك القائد فقتله ومن معه، وأظهر الخلع وبيض، ودعا أهل قنسرين إلى ذلك فأجابوه وأبو العباس يومئذ بالحيرة، فلما بلغ عبد الله بن علي ذلك خرج متوجها إلى قنسرين للقاء أبي الورد، فلما قدم حمص إذا أهل قنسرين قد بيضوا ونهضوا مع عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة، وانتهبوا ما كان عبد الله بن علي خلفه من ثقل ومتاع، واجتمع مع أبي الورد جماعة من أهل قنسرين، وكاتبوا من يليهم من أهل حمص وتدمر، فقدم منهم ألوف وعليهم أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وقالوا [٤] : هو السفياني الذي كان يذكر وهم في نحو من أربعين ألفا- فلما دنا منهم عبد الله بن علي، وأبو محمد معسكر في جماعتهم، وأبو الورد المتولي لأمر العسكر والمدبر له، وهو صاحب الحرب- وجه عبد الله بن علي عبد الصمد في عشرة آلاف، فناهضهم أبو الورد واستحر القتل في الفريقين، وثبت القوم وانكشف عبد الصمد ومن معه، وقتل منهم يومئذ ألوف، وجاء عبد الصمد إلى عبد الله بن علي، فنهض إليهم عبد الله ومعه حميد بن قحطبة وجماعة


[١] كذا في الأصلين، وذكر المسعود في المروج ٣/ ٢٤٧، اسمها: «ريا» .
[٢] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، أوردناه من ت.
[٣] تاريخ الطبري ٧/ ٤٤٣.
[٤] في الأصل: «وقال» . وما أوردناه من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>