للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من القواد، فالتقوا ثانية فاقتتلوا قتالا شديدا، وانكشف جماعة ممن كان مع عبد الله، ثم ثابوا، وثبت لهم عبد الله وحميد بن قحطبة، فهزموهم وثبت أبو الورد في نحو من خمسمائة من أهل بيته وقومه، فقتلوا جميعا وذلك في ذي الحجة، وهرب أبو محمد ومن معه حتى لحقوا بتدمر، وأمن عبد الله أهل قنسرين، وسودوا وبايعوا، ودخلوا في طاعته، ثم مضى إلى أهل دمشق فهرب الناس وتفرقوا، فلم يكن [بينهم] [١] وقعة، وآمن أهلها فبايعوه، ولم يؤاخذهم بما كانوا فعلوا.

فأما أبو محمد فلحق بأهل الحجاز، فوجه إليه زياد بن عبيد الحارثي عامل أبي جعفر على المدينة خيلا، فقاتلوه حتى قتل.

وفي هذه السنة: خلع حبيب بن مرة، وبيض هو ومن معه من أهل الشام، وكان تبيض هذا قبل تبيض أبي الورد، وإنما بيض أبو الورد وعبد الله مشتغل بقتال حبيب، وإنما بيض حبيب خوفا على نفسه وقومه، فبايعته قيس وغيرهم من أهل ذلك الكور، البثنية وحوران. فلما بلغ عبد الله بن علي تبييض أهل قنسرين، دعا حبيبا إلى الصلح، فصالحه وآمنه، ثم خرج متوجها للقاء أبي الورد، وفعل به ما فعل.

وفي هذه السنة: بيض أهل الجزيرة [٢] ، وخلعوا أبا العباس. وإنما فعلوا هذا حين بلغهم خروج أبي الورد ونقض أهل قنسرين، ثم استقام أهل الجزيرة وأهل الشام.

وولى أبو العباس أبا جعفر [المنصور] [٣] الجزيرة وأرمينية وأذربيجان، فلم يزل على ذلك حتى استخلف.

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن أبي نصر الحميدي، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سلامة القاضي القضاعي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن، عن أبيه، قال: أخبرني بعض الهاشميين قال:

كنت جالسا عند المنصور بأرمينية وهو أميرها لأخيه أبي العباس وقد جلس


[١] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصلين، أوردناه من الطبري ٧/ ٤٤٤.
[٢] تاريخ الطبري ٧/ ٤٤٦.
[٣] ما بين المعقوفتين: من هامش الأصل، وت.

<<  <  ج: ص:  >  >>