للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمنين في صحة من عقله وجواز أمر من أمره، وصدق نية، فيما كتبه في كتابه هذا، ومعرفة بما فيه من الفضل [١] والصلاح له ولأهل بيته وجماعة المسلمين أن أمير المؤمنين هارون ولاني العهد والخلافة وجميع أمور المسلمين بعد أخي محمد بن هارون، وولاني في حياته ثغور خراسان وكورها، وجميع أعمالها، وشرط على محمد بن هارون الوفاء بما عقد لي من الخلافة وولاية العباد والبلاد بعده وولاية خراسان وجميع أعمالها، ولا يعرض لي في شيء مما أقطعني أمير المؤمنين، أو ابتاع [٢] لي من الضياع والعقد والرباع، / أو ابتعت [٣] منه من ذلك، وما أعطاني أمير المؤمنين من الأموال والجواهر والكساء والمتاع والدواب والرقيق [٤] وغير ذلك، فلا يعرض لي ولا لأحد من عمالي وكتابي بسبب محاسبة، ولا يتّبع لي في ذلك ولا لأحد [٥] منهم أبدا، ولا يدخل علي ولا عليهم ولا على من كان معي ممن استعنت به من جميع الناس مكروها في نفسي ولا دم، ولا شعر، ولا بشر ولا مال، ولا صغير ولا كبير. فأجابه إلى ذلك وأقر بِهِ، وكتب له كتابا أكد فيه على نفسه ورضي به أمير المؤمنين، وقبله [٦] فشرطت لأمير المؤمنين، وجعلت له على نفسي [٧] أن أسمع وأطيع لمحمد، ولا أعصيه، وأنصحه ولا أغشه، وأوفي ببيعته وولايته، ولا أغدر، ولا أنكث، وأنفذ كتبه وأوامره [٨] ، وأحسن مؤازرته، وجهاد عدوه في ناحيتي، ما وفى لي على ما شرط لأمير المؤمنين في أمري، وسمي في الكتاب الذي كتبه لأمير المؤمنين، فإن احتاج محمد إلى جند وكتب إلي يأمرني بإشخاصه إليه، أو إلى ناحية من النواحي، أو عدو خالفه وأراد نقض شيء من سلطانه أو سلطاني الذي أسنده أمير المؤمنين إلينا أن أنفذ أمره ولا أخالفه، ولا أقصر في شيء كتب به إلي، وإن أراد محمد أن يولي رجلا من ولاة العهد


[١] في الأصل: «القصد» .
[٢] في الأصل، وت: «وابتاع» .
[٣] في الأصل، وت: «وابتعت» .
[٤] «والرقيق» ساقطة من ت.
[٥] «من عمالي وكتابي بسبب محاسبة، ولا يتبع لي في ذلك ولا لأحد» ساقطة من ت.
[٦] في الأصل: «وقربه وقبله» .
[٧] «نفسي» ساقطة من ت.
[٨] في الطبري: «وأموره» .

<<  <  ج: ص:  >  >>