للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخلافة بعدي، فذلك له ما وفى لي بما جعله لي أمير المؤمنين واشترط لي عَلَيْهِ، وعلي إنفاذ ذلك والوفاء له به/ ولا انقض ذلك ولا أبدله، ولا أقدم قبله أحدا من ولدي، ولا قريبا ولا بعيدا من الناس، إلا أن يولي [١] أمير المؤمنين هارون أحدا من ولده العهد بعدي فيلزمني ومحمدا الوفاء لَهُ [٢] .

وجعلت لأمير المؤمنين ولمحمد الوفاء لي بما شرطت وسميت في كتابي هذا، ما وفى لي محمد بجميع ما اشترط لي أمير المؤمنين عليه في نفسي، وما أعطاني أمير المؤمنين من جميع الأشياء المسماة في هذا الكتاب الذي كتبه لَهُ، وعلي عهد الله وميثاقه وذمه أمير المؤمنين وذمتي وذمم آبائي وذمم المسلمين وأشد ما أخذ الله على ميثاقه على النبيين والمرسلين من خلقه، من عهوده ومواثيقه، والأيمان المؤكدة التي أمر الله الوفاء بها، ونهى عن نقضها وتبديلها، وإن أنا نقضت شيئا مما شرطت وسميت في كتابي هذا، أو غيرت أو بدلت، أو نكثت أو غدرت، فبرئت من الله ومن ولايته ودينه، ومحمد رسوله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، ولقيت الله يوم القيامة كافرا مشركا، وكل امرأة هي لي اليوم [٣] ، أو أتزوجها إلى ثلاثين سنة طالق ثلاثا ألبتة [طلاق الحرج، وكل مملوك هو لي اليوم أو أملكه إلى ثلاثين سنة أحرار لوجه الله، وعلي المشي إلى بيت الله الحرام الذي بمكة ثلاثين حجة، نذرا واجبا علي في عنقي حافيا راجلا، لا يقبل الله مني إلا الوفاء بذلك، وكل مال لي أو أملكه إلى ثلاثين سنة] [٤] هدي بالغ الكعبة، وكل ما جعلت لأمير المؤمنين وشرطت في كتابي هذا لازم لا أضمر غيره، ولا أنوي غيره. / وشهد سليمان ابن أمير المؤمنين وفلان وفلان. وكتب في ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائة [٥] .

وكان في نسخة الكتاب الذي كتبه هارون إلى العمّال [٦] :


[١] من أول: «رجلا من ولاة العهد والخلافة ... » . حتى: « ... من الناس إلا أن يولي» ساقطة من ت.
[٢] الطبري ٨/ ٢٨١، ٢٨٢.
[٣] في ت: «لي اليوم طالقة» .
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] تاريخ الطبري ٨/ ٢٨١- ٢٨٣، وفيه زيادات عما أورده ابن الجوزي هنا.
[٦] في ت: «إلى عماله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>