للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عبد الجبار قال: أخبرنا/ أبو محمد الجوهري قَالَ: أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني قَالَ: حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال: حدّثني أبو الفضل ميمون بن مهران [١] قال: حدثتني أمية البرمكية [٢] قالت: الناس يكثرون في قصة البرامكة، وأوكد الأسباب فيما نالهم أن جعفر بن يحيى كان اشترى جارية [مغنية] [٣] يقال لها «فتينة» [٤] لم يكن لها نظير في الدنيا في حسن الخلق وسجاة وطيبة [٥] ، وكان ابن جامع إذا سمعها بكى ما دامت تغني، وكان غيره من الحذاق يسلمون لها، وكان شراؤها على جعفر مائة ألف دينار، فطلبها منه الرشيد فلم يدفعها إِلَيْهِ، فلم يكن إلا قليلا حتى نزل بهم ما نزل، فأخذت وأخذ جميع من معها من الجواري [٦] والعوامل، ثم جلس لنا وأدخلنا عليه وفي يد كل واحدة منا ما تعمل بِهِ، فأقبل يأمر واحدة واحدة، فتغني المغنية، وتزمر الزامرة، حتى بلغ إلى «فتينة» [٧] فقال لها: غني. فأمسكت، فقلنا لها ونحن نرعد: ويحك غني! فأسبلت دمعها وقالت: أما بعد السادة فلا. فحثثناها على ذلك فأبت، فنظر الرشيد إلى أقبح من على رأسه وهو الحارث بن بسيحر وقال: خذها، قد وهبتها لك. فأخذ بيدها ومضت معه، فلما ولت دعا الحارث وأسر إليه شيئا علمناه فيما بعد، أمره أن لا يقربها، إذ كان إنما أراد كسرها، ثم أمر بصرفنا فانصرفنا، ومكثنا أياما، ثم ذكرنا فأمر بإحضارنا/ على السبيل التي حضرناها [أولا] [٨] ، فلما وقفنا بين يديه قال للحارث: ما فعلت فلانة؟ يعني: فتينة. قال:


[١] في ت: «بن هارون» .
[٢] في ت: «البرامكية» .
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٤] في الأصل: «فنفنه» في جميع المواضع.
وفي ت: «قتيته» في جميع المواضع.
وما أوردناه من ابن كثير ١٠/ ١٩٢.
[٥] في ت: «شجاة وطية» .
[٦] في ت: «وأخذ معها جميع الجواري» .
[٧] في ت: «قتيته» .
وفي الأصل: «فنفته» .
[٨] في الأصل: «التي حضرنا» .
وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>