للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مماليكها إلى مكة، فلم يزل الأمر مستورا عن الرشيد حتى [١] وقع بين عباسة وبعض جواريها شر، فأنهت أمرها [وأمر الصبي] [٢] إلى الرشيد، وأخبرت بمكان الصبي، ومع من هو من جواريها، وما معه من الحلي الذي كانت زينته بها أمه [٣] ، فلما حج هارون هذه الحجة أرسل إلى الموضع من يأتيه بالصبي وحواضنه، فلما حضرن سأل اللواتي معهن الصبي، فأخبرنه بمثل القصة التي أخبرته بها الرافعة على عباسة، وكان ذلك سبب ما نزل بهم [٤] .

وقد ذكر [أبو بكر] [٥] الصولي أن علية بنت المهدي قالت للرشيد: ما رأيت لك يوم سرور منذ قتلت جعفرا، فلأي شيء قتلته؟ فَقَالَ: لو علمت أن قميصي يعلم السبب الذي قتلت له جعفرا لأحرقته. وكان يحيى بن خالد قد كتب إلى جعفر: إني إنما أهملتك ليعثر الزمان بك عثرة يعرف بها أمرك، وإن كنت أخشى أن تكون التي لا سوى لها. وقال يحيى للرشيد: يا أمير المؤمنين، أنا والله أكره مداخلة جعفر معك، ولست آمن أن ترجع العاقبة في ذلك علي منك، فلو أعفيته واقتصرت/ به على ما يتولاه من جسيم أعمالك كان ذلك واقعا بموافقتي. قَالَ الرشيد: يا أبت، ليس بك ذلك [٦] ، ولكن [٧] تريد أن تقدم عليه الفضل.

وقد أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِيُّ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَلِي بْن المحسن التنوخي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحسين علي بن هشام قال: سمعت الحسن بن عيسى يَقُولُ: الشره قتل جعفر بن يحيى. فقيل لَهُ: إن الناس يقولون إن ذنبه أمر بعض أخوات الرشيد.

فَقَالَ: هذا من رواية الجهال من كان يجسر على الرشيد بهذا إنما كان جعفر قد حاز ضياع الدنيا لنفسه، وكان الرشيد إذا سافر لا يمر بضيعة أو بستان إلا قيل: هذا لجعفر.


[١] في ت: «عن هارون حتى» .
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في ت: «وأخبرت بمكانه مع زينته به أمه» .
[٤] تاريخ الطبري ٨/ ٢٩٤.
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] في ت: «هذا» .
[٧] في ت: «لكنك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>