للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الأزهري قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي قال: حدثنا محمد بن الأنباري قَالَ: حدثنا محمد بْن أحمد المقدمي قال: حدثنا أبو محمد التميمي قَالَ: حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى الأنصار، قَالَ: حدثنا الأصمعي قَالَ: أمر الرشيد بحملي إليه، فحملت، فأدخلني عليه الفضل بْن الربيع وهو منفرد، فسلمت، فاستدناني وأمرني بالجلوس فجلست، فقال لي: يا عبد الملك وجهت إليك بسبب [١] جاريتين أهديتا إلي، وقد أخذتا طرفا من الأدب، فأحببت أن تبور [٢] ما عندهما، وأن تشير علي فيهما بما هو الصواب عندك، ثم قَالَ: ليمض إلى عاتكة، فيقال لها: احضري الجاريتين، فحضرت جاريتان ما رأيت مثلهما قط، فقلت لإحداهما [٣] : ما اسمك؟

قالت: فلانة. قُلْتُ: ما عندك من العلم؟ قالت: ما أمر الله به في كتابه، ثم ما ينظر الناس فيه من الأشعار والآداب والأخبار، فسألتها عن حرف من القرآن فأجابتني كأنها تقرأ الجواب من كتاب، وسألتها عن النحو والعروض [والأخبار] [٤] ، فما قصرت، فقلت: بارك الله فيك، فما قصرت في جوابي في كل فن أخذت فيه [٥] ، فإن كنت تقرضين شيئا [٦] من الشعر فأنشدينا شيئا، فاندفعت في هذا الشعر:

يا غياث العباد في كل محل ... ما يريد العباد إلا رضاكا

لا ومن شرف الإمام وأعلى ... ما أطاع الإله عبد عصاكا/

ومرت في الشعر إلى آخره. فقلت: يا أمير المؤمنين ما رأيت امرأة في مسك رجل مثلها. وسألت الأخرى فوجدتها دونها ما تبلغ منزلتها. إلا أنها إن؟ ووظب عليها [٧] .


[١] في ت: «لأجل» .
[٢] باره: جرّبه. (القاموس) .
[٣] في تاريخ بغداد: «لأجلهما» .
[٤] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٥] «أخذت فيه» ساقطة من ت.
[٦] «شيئا من» ساقطة من ت.
[٧] في ت: «إن ربغت» و «عليها» سقطت من ت.

<<  <  ج: ص:  >  >>