للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجتزت على تركي كان في هذه الدار، وأومأ إلى دار بالقرب منه، وإذا امرأة جميلة الوجه قد اجتازت عليه، فعلق بها وهو سكران، فطالبها بالدخول إلى داره، وهي تمتنع وتستغيث وتقول في كلامها: إن زوجي قد حلف بطلاقي أن لا أبيت عنه وإن [١] أخذني هذا وغصبني نفسي وبيتني عنده [٢] خرب بيتي، ولحقني من العار ما لا تدحضه الأيام عني! وما أحد يعينها ولا يمنعه منها، فجئت إلى التركي، ورفقت به في أن يخلي عنها، فلم يفعل وضرب رأسي بدبوس كان في يده فشجه، وأدخل المرأة فصرت إلى منزلي وغسلت الدم عن وجهي، وشددت رأسي وخرجت لصلاة العشاء الآخرة، فلما فرغنا من الصَّلاة [٣] قلت لمن حضر قوموا/ معي إلى هذا التركي عدو الله لننكر عليه، ونخرج المرأة من عنده، فقاموا، وجئنا فضججنا [٤] على بابه، فخرج إلينا في عدة من غلمانه، فأوقع بنا وقصدني من بين الجماعة [٥] بالضرب الشديد الذي يكاد يتلفني، فحملت إلى منزلي وأنا لا [٦] أعقل أمري، ونمت قليلا للوجع، فطار النوم من عيني، وسهرت مستلقيا على فراشي مفكرا في أمر [٧] المرآة وأنها متى أصبحت طلقت، ثم قلت: هذا رجل قد شرب طول ليلته ولا يعرف الأوقات، فلو أذنت لوقع له أن الفجر قد طلع، فربما أخرج المرأة، فمضت إلى بيتها و [تبيت] [٨] ، وبقيت في حبال زوجها، فتكون قد خلصت من أحد [٩] المكروهين، فخرجت متحاملا إلى المسجد، وصعدت المنارة وأذنت، وجلست أطلع إلى الطريق أرتقب خروج المرآة من الدار، واعتقدت أن أقيم إن تراخي الأمر في ذلك لئلا يشك في الصباح، فما مضت ساعة حَتَّى امتلأ الشارع [١٠]


[١] «إن» ساقطة من ك.
[٢] في الأصل: «عنده» .
[٣] في ك: «فلما فرغت منها» .
[٤] في الأصل: «فصحنا» .
[٥] في ك: «من بينهم» .
[٦] «لا» ساقطة من ك.
[٧] «أمر» ساقطة من ك.
[٨] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٩] في ك: «أحدى» .
[١٠] في ك: «فما مضت ساعة إلا الدرب» . وفي المطبوعة: «فما مضت ساعة إلا وقد امتلأ الدرب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>