للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيلا ورجالا ومشاعل، وهم يقولون: من الذي أذن الساعة، ففزعت وسكت، ثم قلت أخاطبهم وأصدقهم عن أمري لعلهم يعينونني على خروج المرأة، فصحت [١] من المنارة: أنا أذنت! قالوا: انزل وأجب أمير المؤمنين! فنزلت ومضيت معهم، فإذا [هم] [٢] غلمان بدر، فأدخلني إلى [٣] المعتضد باللَّه، فلما رأيته هبته وأخذتني رعدة شديدة، فقال لي: اسكن، ما حملك على الآذان في غير وقته وأن تغر الناس فيخرج ذو الحاجة في غير حينه، ويمسك المريد الصوم في وقت قد أبيح له فِيهِ [٤] الأكل والشرب؟

فقلت: يؤمنني أمير المؤمنين لأصدقه، قَالَ: أنت آمن! فقصصت عليه قصة التركي، وأريته الآثار [التي] [٥] في رأسي ووجهي، فقال: يا بدر! على بالغلام والمرأة [فأحضرا] [٦] فسألها/ المعتضد عن أمرها، فذكرت له مثل ما ذكرته، فأمر بإنفاذها إلى زوجها مع ثقة يدخلها دارها، ويشرح لزوجها [٧] خبرها، ويأمره عنه [٨] بالتمسك بها، والإحسان إليها، ثم استدعاني، ووقفت فجعل يخاطب الغلام ويسمعني، ويقول: كم رزقك؟ فيقول: كذا وكذا. وكم عطاؤك؟ فيقول: كذا. وكم وظيفتك؟ فيقول: كذا.

وكم كسوتك؟ فيقول: كذا. إلى أن عدد شيئًا كثيرا، ثم قَالَ: كم لك؟ [٩] جارية. قَالَ:

كذا فقال: فما كَانَ [١٠] لك في هذه النعمة، وفي هؤلاء الجواري ما يكفيك ويكفك عن محارم الله تعالى، وخرق سياسة السلطان، والجراءة عليه؟ وما كان عذرك في الوثوب على من أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر؟ فأسقط في يد الغلام ولم يكن له جواب


[١] في الأصل: «فقلت» .
[٢] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٣] في الأصل: «فأدخلني على المعتضد» .
[٤] «فيه» ساقطة من ك.
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط.
[٧] في ت: «ويشرحها لزوجها» .
وفي الأصل: «ويشرح له» .
[٨] «عنه» ساقطة من ك.
[٩] «كم عطاؤك فيقول ... كذا فقال فما كان لك» مكان النقط ساقط من ك. وكتب على هامش ت.
[١٠] في ك: «فقال أفما لك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>