للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يورده، ثم قَالَ: يحضر جوالق ومداق [١] الجص، وقيود وغل. فأحضر جميع ذلك فقيده وغله وأدخله الجوالق، وأمر الفراشين فدقوه بمداق الجص وهو يصيح، إلى أن خفت صوته وانقطع حسه، وأمر به وطرح إلى دجلة [٢] . وتقدم إلى بدر [بتحويل] [٣] ما في داره، ثم قَالَ لي: قد شاهدت ذلك كله! متى رأيت [٤] [يا شيخ] [٥] منكرا كبيرا أو صغيرا، فأنكره ولو على هذا- وأومأ إلى بدر- ومن تقاعس عن القبول منك فالعلامة بيننا أن تؤذن في مثل هذا الوقت لأسمع صوتك فأستدعيك.

قال الشيخ: فدعوت له وانصرفت، وشاع الخبر في [الجند و] [٦] الغلمان، فما سألت أحدا منهم بعدها إنصافا أو كفا عن قبيح إلا أطاعني [٧] كما رأيت، خوفا من المعتضد باللَّه، وما احتجت أن أؤذن في مثل ذلك الوقت إلى الآن.

أنبأنا محمد بن أبي طاهر قَالَ: أنبأنا علي بْن المحسن، عن أبيه قال: حدثنا القاضي أبو الحسن/ محمد بن عبد الواحد الهاشمي قَالَ: سمعت العباس بن عمرو الغنوي [٨] يقول: لما أسرني أبو سعيد القرمطي، وكسر [٩] العسكر الذي كان بعثه معي المعتضد إلى قتاله، وحصلت في يده يئست من الحياة، فأنا يومًا على تلك الصورة، إذ جاءني رسوله، فأخذ قيودي، وغير ثيابي، وأدخلني إليه، فسلمت عليه وجلست، فقال: أتدري لم استدعيتك؟ قلت: لا! قَالَ: إنك رجل عربي، ومن المحال إذا استودعتك أمانة أن تخفيها، ولا سيما مع مني عليك بنفسك. قلت: هو كذلك. فقال:

إني فكرت، فإذا لا طائل في قتلك، وفي نفسي رسالة إلى المعتضد، لا يجوز أن يؤديها


[١] «ومداق» ساقطة من ك.
[٢] في الأصل: «في دجلة» .
[٣] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل وكتب على الهامش.
[٤] في الأصل: «ذلك مني ما رأيت» .
[٥] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٦] ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
[٧] في الأصل: «إلا بادر إليه وأطاع» .
[٨] في ك: «عمر الغنوي» .
[٩] في ك: «وأسر» .

<<  <  ج: ص:  >  >>