للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العظماء وأهل البيوتات، وتشاوروا فِي ذلك. وأت فيه ما يجمل، فإنهم لن يخالفوك فِي شَيْء مِمَّا تشير به.

فرد المنذر جواني إِلَى من أرسله إليه، واستعد وسار بعد فصول جواني من عنده بيوم ببهرام فِي ثلاثين ألف رجل من فرسان العرب وذوي البأس والنجدة منهم إِلَى مدينتي الملك، حَتَّى إذا وردهما، أمر فجمع الناس، وجلس بهرام عَلَى منبر من ذهب مكلل بجوهر، وجلس المنذر عَنْ يمينه، وتكلم عظماء الفرس وأهل البيوتات، وفرشوا للمنذر بكلامهم فظاظة يزدجرد أبي بهرام كانت، وسوء سيرته، وأنه أخرب بسوء رأيه الأرض، وأكثر القتل ظلما، حَتَّى قتل الناس فِي البلاد التي كان يملكها، وأمورا غير ذلك فظيعة. وذكروا أنهم تعاقدوا وتواثقوا عَلَى صرف الملك عَنْ ولد يزدجرد لذلك، وسألوا المنذر ألا يجبرهم فِي أمر الملك عَلَى ما يكرهونه.

فوعى المنذر ما بثوا من ذلك، وَقَالَ لبهرام: أنت أولى بإجابة القوم مني. فَقَالَ بهرام [١] : وأنا كنت/ أكره فعله، وأرجو أن أملك مكانه فأصلح ما أفسد، فإن أتت لملكي سنة ولم أف لكم تبرأت من الملك طائعا، وقد أشهدت اللَّه بذلك علي وملائكته موبذان موبذ، وأنا مع هذا قد رضيت بتمليككم من يتناول التاج والزينة من بين أسدين ضاريين فهو الملك.

فأجابوا إِلَى ذلك وَقَالُوا: يترك التاج والزينة بين أسدين، وتنازع أنت وكسرى، فأيكما يتناولهما من بينهما سلمنا له الملك.

فرضي بهرام بمقالتهم، فأتى بالتاج والزينة موبذان موبذ، الموكل كان يعقد التّاج على رأس كلّ ملك فوضعهما فِي ناحية، وجاءوا بأسدين ضاريين مشبلين [٢] ، فوقف أحدهما عَلَى جانب الموضع الذي وضع فيه التاج والزينة، والآخر بحذائه، فأرخى وثاقهما، ثم قَالَ [بهرام لكسرى [٣] : دونك التاج والزينة. فقال] [٤] كسرى: أنت أولى


[١] ورد في أصل المخطوط: «وأرسلوا إليه رسولا وقالوا: إنا كنا نكره ولاية يزدجرد لظلمه، فقال: «وما أثبتناه بين معقوفين من تاريخ الطبري ١/ ٤٠٨ ط. دار الكتب العلمية وذلك لإزالة التشويش والإبهام في النص الأصلي.
[٢] في الأصل، «مسبلين» .
[٣] في ت: «كسرى» وهي ساقطة من الأصل.
[٤] ما بين المعقوفتين: سقط من الأصل، وأثبتناه من ت والطبري ٢/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>