للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سار، واستخلافه أخاه أن ذلك هرب من عدوه، واستلام لملكه [١] ، وتآمروا فِي إنفاذ وفد إِلَى خاقان والإقرار له بالخراج، مخافة أن يستبيح [٢] بلادهم، ويصطلم مُقَاتِلتهم [٣] ، فبلغ ذلك خاقان، فآمن ناحيتهم، فأتى بهرام عين كان وجهه ليأتيه بخبر خاقان، فأخبره بأمر خاقان وعزمه، فسار إليه بهرام فِي العدة الذين كانوا معه، فبيته [٤] ، وقتل خاقان بيده، وأفشى القتل فِي جنده، وانهزم [٥] من كان سلم منهم [٦] متوجها إِلَى بلاده، وخلفوا عسكرهم وذراريهم [٧] ، فأمعن بهرام فِي طلبهم يقتلهم ويحوي ما غنم منهم ويسبي ذراريهم [٨] ، وانصرف وجنده [٩] سالمين. وظفر [١٠] بهرام بتاج خاقان وإكليله، وغلب عَلَى بلاده من بلاد [١١] الترك، واستعمل عَلَى ما غلب عَلَيْهِ مرزبانا حباه [١٢] بسرير من فضة، وأتاه أناس [١٣] من أهل البلاد المتاخمة لما غلب عَلَيْهِ من بلاد الترك خاضعين له بالطاعة، وسألوه أن يعلمهم حد ما بينه وبينهم فلا يتعدوه، فحد لهم حدّا، فبنى [١٤] لهم منارة، ووجه قائدا من قواده إِلَى [١٥] ما وراء النهر منهم، فقاتلهم حَتَّى أقروا لبهرام بالعبودية وأداء الجزية.

وأن بهرام انصرف إِلَى أذربيجان، راجعا إِلَى محلته، وأمر بما كان فِي إكليل خاقان من ياقوت أحمر وسائر الجواهر فعلق عَلَى بيت نار أذربيجان، ثم سار وورد مدينة طيسبون [١٦] ، / فنزل دار المملكة بها، ثم كتب إِلَى جنده وعماله بقتله خاقان، وما كان من أمره. ثم ولى أخاه نرسي خراسان، وأمره أن ينزل بلخ [١٧] .

وذكر أن بهرام [١٨] . لما انصرف من غزوه الترك، خطب أهل [١٩] مملكته أياما


[١] في الأصل: «واستلام لملكه» .
وفي ت: «وإسلام ملكه» .
[٢] في الأصل: «يستفتح» .
[٣] في الأصل: «مقابلتهم» .
[٤] في الأصل: «فكسبه» .
[٥] في الأصل: «فانهزم» .
[٦] في ت: «سلم منه» .
[٧] في الأصل: «ديارهم» .
[٨] في الأصل: «ديارهم» .
[٩] في ت: «وانصرف جنده» .
[١٠] في ت: «وظهر» وكذلك وكذلك في إحدى نسخ الطبري.
[١١] في الأصل: «وغلب على بلاد من بلاد» .
[١٢] في ت: «مرزبان أخاه» .
[١٣] في ت والأصل: «ناس» .
[١٤] في ت «فبنيت» وفي الطبري ٢/ ٧٦:
«وأمر فبنيت» .
[١٥] في الأصل: «على ما وراء النهر» .
[١٦] في ت: «طيستون» .
[١٧] تاريخ الطبري ٢/ ٧٦، ٧٧.
[١٨] بياض في ت مكان: «وذكر أن بهرام» .
[١٩] في ت: «خطب الناس أهل مملكته» .

<<  <  ج: ص:  >  >>