للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال السلطان: الله الله، ما هذا مما يجوز أن يكون مثله ونحن الذي يصلح للحرب ٢٨/ أوالسفر والتهجم والخطر دون/ أمير المؤمنين، وإذا خرج بنفسه فأي حكم لنا وأي خدمة تقع منا. وامتنع أن يجيبه إلى ذلك، فدخل الخليفة البلد، وتقدم السلطان إلى باب النوبي، وقعد مكان الحاجب على دكته إلى أن ورد الخليفة والعسكر محتفون به، ولم يكن في بغداد من يستقبله سوى قاضي القضاة وثلاثة أنفس من الشهود، وذلك لهرب الناس عن البلد ومن بقي منهم، فهو في العقوبات وآثار النهب، فلما وصل إلى الدار أخذ بلجام [١] بغلته حتى وصل إلى باب الحجرة، وذلك في يوم الاثنين لخمس بقين من ذي القعدة، فلما نزل الخليفة خدمة السلطان واستأذنه في المسير وراء البساسيري، فأذن له، فانصرف وعبر إلى معسكره، فجاءه سرايا ابن منيع متقدم [٢] بني خفاجة، فقال له: الرأي أيها السلطان إن تنفذ معي ألفي غلام من العسكر حتى أمضى إلى طريق الكوفة، فأشغل البساسيري عن الإصعاد إلى الشام، ويأخذه من عرقوبه [٣] لما تنحدر أنت وراءه [٤] ، فلم يعجب السلطان ذلك، إلا أنه خلع عليه وأعطاه سبعمائة دينار وانزل في العسكر.

فلما انتصف الليل انتبه السلطان، فاستدعى خمارتكين فقال له: أعلم أني قد رأيت الساعة في منامي كأني [٥] قد ظفرت بالبساسيري وقتلته، وينبغي أن يسير عسكر إليه من طريق الكوفة كما قَالَ سرايا، فإن نشطت أنت فكن مع القوم. فقال: السمع والطاعة.

فسار وسار معه أنوشروان وجماعة من الأمراء، وتبعهم السلطان في يوم الجمعة ٢٨/ ب تاسع وعشرين [من الشهر] [٦] / فأما مهارش فإنه اقترح اقتراحات كثيرة، فأطلق له السلطان [طغرلبك] [٧] عشرة آلاف دينار ولم يرض، وأما البساسيري فإنه أقام بواسط


[١] في ص: «لجام» .
[٢] في الأصل: «مقدم» .
[٣] في ص: «من عرقوب» .
[٤] «لما تنحدر أنت وراءه» سقطت من ص.
[٥] في الأصل: «أني» .
[٦] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[٧] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>