للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم ومات، فقام مقامه ابنه أبو الأعز دبيس، وكان عائنا قل أن يعجب بشيء إلّا هلك، ٨٦/ ب حتى إنه نظر إلى ابنه بدران، فاستحسنه/ فمات، وكان يبغض ابن ابنه صدقة، وهو أبو دبيس هذا، فعوتب في هذا، فقال: رأيت في المنام كأنه قد بلغ أعنان السماء وفي يده فأس وهو يقلع الكواكب ويرمي بها إلى الأرض ووقع بعدها ولا شك أنه يبلغ المنزلة الزائدة وينفق في الفتن ويهلك أهل بيته، وتوفي أبو الأعز وخلف ثمانين ألف دينار، فولى مكانه ابنه منصور، ثم مات، فولي ابنه صدقة، فأقام بخدمة السلطان ملك شاه، ويؤدي إليه المال ويقصد بابه كل قليل، فلما قتل النظام استفحل أمره وأظهر الخلاف، وعلم أن حلته لا تدفع عنه فبنى [١] على تل بالبطيحة، وعول على قصده، أن دهمه عدو أو أمر وأن يفتح البثوق ويعتصم بالمياه وأخذ على ابن أبي الخير موثقا على معاضدته، ثم ابتاع من عربه مكانا هو على أيام من الكوفة، فأنفق عليه أربعين ألف دينار، وهو منزل يتعذر السلوك إليه وعمر الحلة، وجعل عليها سورا وخندقا، وأنشأ بساتين وجعل الناس [٢] يستجيرون به، فأعطاه المستظهر دار عفيف بدرب فيروز، فغرم عليها بضعة عشر ألف دينار وتقدم الخليفة بمخاطبته بملك العرب، وكان قد عصى السلطان بركيارق، وخطب لمحمد، فلما ولى محمد صار له بذلك جاه عند محمد وقرر مع أخيه بركيارق أن لا يعرض لصدقه، وأقطعه الخليفة الأنبار، ودمما، والفلوجة، وخلع عليه خلعا لم تخلع على أمير قبله، فأعطاه السلطان واسطا، وأذن له في أخذ البصرة وصار يدل على السلطان الإدلال الذي لا يحتمله، وإذا وقع إليه رد التوقيع أو أطال مقام الرسول على مواعيد لا ينجزها، وأوحش أصحاب السلطان أيضا وعادى البرسقي، وكان يظهر بالحلة من سب الصحابة ٨٧/ أما لا يقف عند حد، فأخذ العميد ثقة الملوك أبو جعفر فتاوى/ فيما يجب على من سب الصحابة، وكتب المحاضر فيما يجرى في بلد ابن مزيد من ترك الصلوات، وأنهم لا يعرفون الجمعة والجماعات ويتظاهرون بالمحرمات، فأجاب الفقهاء بأنه لا يجوز الإغضاء عنهم، وأن من قاتلهم فله أجر عظيم، وقصد العميد باب السلطان


[١] في الأصل: «حلته لا تغني عنه فبنى» .
[٢] في ص: «وأنشأ بساتين وصار الناس» .

<<  <  ج: ص:  >  >>