ظهرت عندنا مصطلحات بديلة، وراجت على الجماهير المغفلة، وروجها العلمانيون، يقول لك: أخوك في الإنسانية، ما مصطلح (الإنسانية) هذا؟! {هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[آل عمران:١١٩]{هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} ما تقول بعد هذا {تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} هل تصح هذه المعاملة؟! نحن آمنا بموسى وآمنا بعيسى، وآمنا بالتوراة والإنجيل جملة؛ لأنها نزلت من عند الله وإن كنا نقطع أن الموجود منها محرف، فهم يكرهوننا ويعادوننا، ومخططاهم يكشونها علانية، بينما كانوا قديماً كانوا يخافون من التصريح بها، أما الآن فينشرون المخططات على الورق، فهل سمعت بالدولة البترولية الجديدة التي ينوي أعداؤنا إنشاءها على أرضنا!! فحرب الحدود أصبحت مشكلة بين السعودية واليمن، فأرسلت الوفود، وأقيمت مأدبة عشاء هنا ومأدبة غداء هناك، وعقدت الاجتماعات الثنائية.
وهم في النهاية يختلفون على أرض في مجملها صحراء لا تصلح لحياة الكائنات.
حرب حدود ما بين مصر وليبيا، وبين مصر والسودان، وحرب حدود ما بين قطر والسعودية، حرب حدود ما بين العراق والكويت، وحرب حدود ما بين إيران والإمارات من الذي فجر حروب الحدود هذه؟ فجرها المستعمر عندما خرج اصطنع حدوداً ثم قال لكل فريق: سأجعل لك خطاً على الأرض يحدد ملكك، وأنت ملكك إلى هنا.
فالمسألة ليس لها قيمة على الإطلاق، بل افتعلها القوم المسألة هذه، ليكدروا صفو العلاقات الموجودة ما بين الدول الإسلامية بمثل هذه المنغصات.
فكم تنفق من الأموال والجهود بعد شحن الصدور بالعداوات، وكل هذا قناع هم صانعوه، وبعدما انتهت حرب الخليج نُشرت مذكرات القادة العسكريين والساسة، واكتشفنا منها أنهم كانوا يخططون لحرب الخليج منذ عشرين سنة، وكتبوا الأوراق بسرعة وببساطة: إن حرب الخليج ليست صناعة اليوم.
ومن ضمن النشرات التي نشروها ووضعوها في وسط الكلام: الدولة البترولية الجديدة، التي يريد النظام العالمي الجديد أن يقيمها وتشمل المنطقة الشرقية في السعودية، والعراق والكويت والإمارات، يعني: دائرة البترول، فيرسمون دائرة ويقولون لنا: هذه الدولة البترولية الجديدة، ولأن البترول في أرضكم فستظلون تتحكمون فيه، وأنا الآن العام سام، وأنا النظام العالمي الجديد، وسأعطيكم منه على قدر احتياجكم، والباقي يعطى لمن ينتفع به.
وبهذا تصير أرضنا أرضاً جدباء، ليس عندنا صناعة بعد اتفاقية (الجات).
وأنت تعلم أنه حتى شهادة التصنيع العالمية (الإيزو) أو (البايزو) هذه الشهادة الخائبة، نتمنى أن الغرب يشهد لنا أننا محترمون ونسكت، فتقوم شهادة البايزو هذه -لا بأس، فهذا مصطلح خاص بي، ولا مشاحة في الاصطلاح، ولكل قوم أن يصطلحوا على ما شاءوا، فلنصطلح على هذا المصطلح- وأصحاب المصانع في بلداننا يتسابقون في تقديمها للجهات الأجنبية، حتى يعطوا هذه الشهادة، فهل عرفت هذه الجهة ماذا تصنع؟ ما جودة صناعتك؟ وكم طاقة مصانعك؟ وهل غطت الإنتاج المحلي أم لا؟ وبضاعتك تسعرها بكم؟ وأنت تخسر أم تكسب؟! ويظل يقول لك: أنت الأول، ولا أحد مثلك وكل ما يعمل اختراع يعطوه هذه الشهادة، فصاروا يخترقوننا في كل شيء، حتى في الصناعات! وعلى سبيل المثال: فإن الحريق الذي حصل في مصنع (البطاطس) في العاشر من رمضان، وكان ذلك المصنع قد توصل إلى تركيبة رائعة، وكان قد تقدم تقدماً هائلاً، فصارت منتجاته تنافس الصناعة الأجنبية، وكانت الأسعار لا بأس بها، فما الذي حصل؟ ألقيت التهمة على المظلوم البريء الماس الكهربائي، هذا الماس كيف نحاسبه؟ فحرقوا المصانع الجيدة، وأصبحنا نستخدم الصناعة الأجنبية، يقول لك: العالم كله أصبح الآن مثل القرية، فنحن اتفقنا على التبادل التجاري، فإما أن تدخل معنا أو تظل صناعاتك ولن نأخذ منك أي بضاعة، فنحن دُفعنا دفعاً إلى اتفاقيات (الجات) وما دخلناها بإرادتنا، فإما أن تشترك أو لن نأخذ منك بضاعة ولن نعطيك بضاعة، وتقبل رغماً عنك القرارات التي تضر باقتصادك.
والسوق العربية المشتركة التي هم الآن ينظمونها في منطقة الشرق الأوسط، ما المقصود بها؟ هيمنة إسرائيلية محضة، فليس لدينا أي شيء.
فهم بذلك يكشفون عن خططهم، ونحن نعلم أنهم سيضربون اقتصادنا، بينما نقف عاجزين عن الدفاع عن أنفسنا، فأي هوان وذل أشد من هذا؟!!