فالذي لم يحقق معنى:(أشهد أن لا إله إلا الله) لم يحب النبي صلى الله عليه وسلم، ففي قضية الدبلة مثلاً يأتي لك شخص فيقول: أنا سأعمل مشكلة، وأنا إنما ألبسها لأنهم يعاكسونني وكذا ولو علموا أن ألبس دبلة فضة سيقولون: كذا وكذا، وهناك بعض الناس يقول مثل هذا الكلام المتهافت، يريد أن يقول: أنا مضطر.
فنقول له: لا تلبس الدبلة الفضة أيضاً؛ لأن المشكلة ليست هي أن تلبس فضة أو ذهباً، ولكن المشكلة أن الدبلة نفسها ليست من شرعنا، فهي اصطلاح نصراني محض، وهكذا اصطلحوا عليه، إذا وضعها في اليمين فهو خاطب، وبعدما يتزوج ينقلها إلى الشمال، فهذا تقليد نصراني ليس من ديننا، فنحن منهيون عن لبس الدبلة أصلاً، رجالاً ونساءً، لا فضة ولا غير فضة.
لكن البس خاتماً، والخاتم زينة الإصبع، فالخاتم نوع من التزيين للإصبع، وسواء لبست فضة أو ألمازاً أو أي معدن من المعادن النفيسة، لكن الذهب لا، والذهب بكل درجاته وكل ألوانه لا، ذهب أبيض أو أصفر، وكل مسمّى الذهب الحقيقي، لأن بعض الناس قد يسمي الشيء بغير اسمه، مثل ما يأتي لك بقماش في السوق ويقول لك: حرير، وهو ليس بحرير، أو ليس بالحرير المنهي عنه، ولكن نحن سميناه زوراً حريراً، ولو أتى بعض الناس فقال: هل ألبس المازاً، وهو أغلى من الذهب؟ نقول له: ليس هناك مانع؛ لأن لديك الصوف وهو أغلى من الحرير، ورغم ذلك تلبس الصوف الغالي وتترك الحرير وإن كان أقل سعراً.
إذاً: الاتباع باعثه الحب، فإذا قلت لك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعليك أن تعظم، فإذا فاتك هذا التعظيم ولم يعلمك إياه أبوك، فعلمه ولدك، فتكون قد قمت بجزء مما عليك، فالولد امتداد لك، وكلما كان الولد صالحاً طال عمرك، لأن الولد الصالح يقال له: الله يرحمك ويرحم والديك! والولد الملعون يلعنونه ويلعنون أباه، فيموت الأب والولد يستجلب اللعنات له، بينما الولد الصالح يستجلب لك الرحمات، فالولد الصالح هو الامتداد لك، بينما الولد الفاسد قُطع أثرك به يوم أن مت وكأنك لم تخلف أصلاً:{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}[هود:٤٦] يعني: ليس بابنك، وإنما ابنك هو امتداد لك، فالولد الصالح فقط هو ابنك.