للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الغاية من الزواج]

أقف على

السؤال

لماذا نتزوج؟ لو سألت هذا السؤال أي رجل، فإنه لا يجيبك على الفور، إنما يتريث ويفكر قليلاً، فهذا التريث يدل على أنه لم يتزوج لهدف، وإنما تزوج لأن أمه تريد أن تفرح به، وأبوه يريد أحفاداً، أو يريد أن يورث الأولاد، أو يريد أن يخلِّد اسمه، وهذه المسألة تجد للناس فيها مذاهب، لكن أصل الزواج كله قائم على ما ذكره عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: (إني لأكره نفسي على إتيان المرأة، رجاء أن يخرج الله من صلبي نسمة توحده)، هذه هي الغاية من إقامة البيت المسلم.

إذاً: الغاية هي توحيد الله عز وجل، لا يكون من نسلك رجل فاسق ولا فاجر: (إني لأكره نفسي على إتيان المرأة، رجاء أن يخرج الله من صلبي نسمة توحده) هذه هي الغاية، والله تبارك وتعالى لما ذكر طلاق المرأة للمرة الثالثة قال: {فَإِنْ طَلَّقَهَا} [البقرة:٢٣٠] يعني: للمرة الثالثة، {فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة:٢٣٠]، حسن! {فَإِنْ طَلَّقَهَا} [البقرة:٢٣٠]، يعني: الزوج الثاني، وأراد الزوج الأول أن يردها إلى عصمته: {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة:٢٣٠]، إذاً: الغاية من إقامة البيت المسلم هو إقامة حدود الله عز وجل، فالبيوت التي تسودها الفوضى لا قيمة لها: {إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة:٢٣٠]، إذا كان الهدف المراجعة، فلأن يكون في إقامة الحدود من باب أولى.

رجل يتزوج بامرأة لماذا؟ ليقيما حدود الله، هذه هي الغاية من إقامة البيوت، ولقد ذهب الشرع مذهباً عظيماً في سبيل هذا الاصطلاح، فحض على اختيار المرأة؛ لأن المرأة كالأرض، فالأرض البوار ثمنها رخيص، والأرض التي تزرع ثمنها غال.

إذاً: عندما تنظر إلى المجتمع الذي تعيش فيه المرأة، إذا خرجت من بيتٍ ملتزم فإنها توزن بالذهب، لا تستكثر من أجل الحصول عليها كل غالٍ ونفيس، فهذه هي الأرض الخصبة.