للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[البراءة من الكافرين]

أيها المسلمون: نحن أزمتنا أزمة رجال الإسلام أعزنا، ولا توجد علاقات بيننا وبين النصارى، فلا يأتي إنسان يكفر بالله عز وجل وأقول: هذا أخي في الإنسانية أخوك من أين؟ كيف يظهرون كل مرة يقولون: إخواننا الأقباط إخوان من؟ نحن لا نعرف هذه الأخوة على الإطلاق، وهذه ليست دعوة، هذه فتنة طائفية؛ لأن العزة للإسلام والمسلمين، لكن تلك شكاة ظاهر عنك تعارها.

(لا تبدءوا اليهود والنصارى بسلام) هذا حكم شرعي، فإذا كان لك جار نصراني، أو زميل نصراني في العمل، أو يهودي فلا تبدأه بسلام على الإطلاق، إنما ابدأه بأي صيغة، كأن تقول له: صباح الخير، صباح النور، أو أي كلمة أخرى.

ولا يجوز لك أن تسلم عليه بلغته، فإن من علامة الذوبان في عدوك أن تتكلم بالمصطلحات الخاصة به، والكلام الدارج الذي على لسان الناس، حتى عناوين المحلات: (شوبينج إخوان) ما هذه التركيبة؟! لماذا ركبتها هذه التركيبة؟ لماذا جعلت نصفها عربياً ونصفها إنجليزياً؟ لماذا الأسماء الأجنبية صارت واجهات المحلات، وصارت جميلة؟!! وحتى بعض أصحابنا قديماً في الدراسة -الثانوية- الذين دخلوا الطب وصاروا دكاترة، هناك بعضهم -أنا أعرفه- يتعمد أن يتكلم بالمصطلحات الإنجليزية، كما كان قديماً، وإذا أراد أن يتكلم كلمة بالعربية فإنه يجد صعوبة في ترجمتها من الإنجليزية إلى العربية، أما الإنجليزية فصارت دارجة على لسانه وكأنها لغته الأم! شيخ الإسلام ابن تيمية عقد في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم باباً للكلام باللغة الأجنبية، وقال: إن هذا من علامات النفاق: أن الواحد يتكلم باللغة الأجنبية؛ لأن هذا فيه رفعة للغة عدوك، فتكلم بالعربية واعتز بعربيتك فهي لغة القرآن! فأنت قل له أي تحية، ولكن لا تبدأه بالسلام لماذا؟ لأن هذا من خصائص المسلمين، والنبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه قال:: (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).

والسلام تحية أهل الجنة، وهذا مصطلح خاص بالمسلمين، فلا تعطه لهؤلاء الكافرين على الإطلاق.

ضرب الجزية على هؤلاء علامة من علامات الكرامة والعزة التي أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بنص القرآن أن نفرضها على اليهود والنصارى، ولا تتخذ المشركين ولا الظالمين إخواناً لك {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} [هود:١١٣]، إذاً {لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} فمجرد الركون أنت ممنوع منه.

فمسألة الولاء والبراء غير منضبطة عندنا، الولاء والبراء من أساسه ومن أصوله ألا يغير في العلاقات الشخصية في محبة ولي الله، وإن كنت تبغضه في الدنيا، هو من أولياء الله أحبه؛ لما فيه من محبة الله عز وجل، ولا أكرهه لأجل مصلحتي، والله نحن نتمنى أن نتعلم هذا الخلق.