للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل لا إله إلا الله]

نوح عليه السلام أوصي ابنيه -وهو من أولي العزم من الرسل- فقال: (أوصيكم باثنتين وأنهاكم عن اثنتين، أوصيكم بـ (لا إله إلا الله) فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت (لا إله إلا الله) في كفة لرجحت بهن (لا إله إلا الله)) فلا يعقل أن تكون السماوات والأرض وهما من خلق الله تبارك وتعالى أثقل من (لا إله إلا الله) الكلمة التي بني عليها هذا الكون كله، والكرسي أكبر من السماوات والأرض، فـ (لا إله إلا الله) هذه الكلمة الطيبة المباركة لو وضعت في كفة، ووضعت السماوات والأرض بمن فيهن لرجحت بهن (لا إله إلا الله).

وفي الحديث المشهور عند أهل السنة باسم حديث البطاقة: (أن رجلاً عاصٍ، يُنْشَر له تسعة وتسعون سجلاً من الذنوب -السجل الدفتر الطويل، فلما أيقن الرجل أنه ذاهب إلى النار وسُحب، فقال الله عز وجل: أعيدوا عبدي، فقال له: إنه لا يُظْلَم عندي اليوم أحد، وإن لك عندنا شيئاً، فأخرج بطاقة -انظر! تسعة وتسعون سجلاً موضوعة في كفة من الميزان- فأخرج بطاقة فيها: (لا إله إلا الله) -أي: أن هذا الرجل كان يقول هذه الكلمة -، فوضعت هذه البطاقة في كفة أمام السجلات فطاشت كل هذه السجلات، ورجحت (لا إله إلا الله وليس هناك شيء يترجح على اسم الله تبارك وتعالى)).