عندما خرجت النساء إلى ميدان الإسماعيلية، الميدان الذي يسمونه الآن ميدان التحرير -أي: الدعوة إلى تحرير المرأة!! - وخرجت امرأة سعد زغلول مع النساء، فسئل إلى أين يذهبن؟ قال: ذهبن ليحاربن الإنجليز! بماذا يحاربن؟ قال لك يرمين الإنجليز بالورد!! أهذا هو مشروع النساء؟!! ومن كثرة الغيظ على الإنجليز خلعت امرأة سعد زغلول نقابها -هذه مسرحية- وتمضي المسرحية، وحرق الحجاب ضاع في زحمة الأحداث؛ لأن الذين كتبوا في الصحافة آنذاك لم يتعرضوا لحرق الحجاب، إنما تعرضوا لضرب الإنجليز للنساء، وبطولة النساء، وأن النساء المصريات شجاعات، وأنهن وقفن للإنجليز، وضاع الحجاب في الزحمة، هكذا أرادوا! لو أنهم وقفوا عند مسألة حرق الحجاب، وناقشوها بعقل، وقالوا لأنفسهم: ما علاقة الإنجليز بالحجاب؟ هل الإنجليز هم الذين فرضوا الحجاب على المرأة، ولأجل ذلك نكاية بالإنجليز تقوم النساء فتحرق الحجاب؟ ومضت المسألة، دون وقفة وكان مراداً، مضت المسرحية وخفت صوت أهل العلم أمام الطوفان الجديد.