معنى قوله سبحانه:(ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)
السؤال
ما معنى قول الله عز وجل:{ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}[الدخان:٤٩]؟
الجواب
إذا قرأ سياق الآيات يعرف مباشرة أن هذه إهانة:{ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}[الدخان:٤٩] أي: يا من كنت تدعي العزة والكرامة -وكانت لك في الدنيا- ذق، فهل لك من عزة أو كرامة الآن؟! والعلماء يقولون: إن هذا أحد أدلة التعريض والغمز، نحن نعلم أن الترخيم يدل على اللطف، عندما أقول لك مثلاً: أسامة، فأناديك: يا أسيم، وعائشة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يناديها: يا عائش.
الترخيم: هو حذف جزء من الكلمة، والمقصود به التلطف، لكن لو وجد في السياق إهانة فنحن نقول: إنه ليس على سبيل الكرامة بدليل السياق، يعني: قول الله عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يسأل رجل يوم القيامة، فيقول الله عز وجل له: أي فل! ألم أذرك ترأس وتربع، وأزوجك النساء وأكسبك الخيل؟ فأين شكرك؟ قال: أي رب! نسيت، فقال: فاليوم أنساك).
فقول الله عز وجل:(أي فل) اختصار لـ (فلان) وهو ترخيم، فالسياق هو الذي يوضح المعنى، إذا كان المقصود به إكرام أو المقصود به إهانة.
وهذا مثل نضربه في هذا البحث: كان هناك شخص ذكي جداً بعث لأهله علبة كبريت أيام اختراع الكبريت، وقال لهم: هذا اختراع حديث وجميل، بدلاً من أن تضربوا حجرين ببعض لتخرج شرارة لأجل أن تشعلوا بها فلا تستدركونها، هذا عود كبريت وبأقل احتكاك ينتج حرارة لا بأس بها، فالناس التفوا حول علبة الكبريت وظلوا يشعلون أعواد الكبريت عوداً عوداً، فلم يشتعل شيء، فأبلغوه أنه لم يشتعل أياً من هذه الأعواد، فاستغرب وقال: كيف يحدث هذا، أنا جربتها عوداً عوداً!! (إذاً: هذا ذكي جداً) فهل أنا قصدت ذكي جداً أو قصدت غبي جداً؟ فالذي عرفني أنه غبي جداً القصة التي أوردتها، فإذاً: هذا اسمه: (باب التعريض والغمز).
أنت عندما تسمع كلمة ظاهرها الكرامة وتنظر إلى سياقها، تعرف إذا كان السياق يخدم ظاهر الألفاظ أو كان العكس، والله أعلم.