للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الموقف من أحداث الفتنة بين علماء السعودية]

السؤال

ما موقفكم مما حدث في السعودية من فتنة بين علماء المدينة وبين المشايخ الأربعة الذين منهم: الدكتور ناصر العمر والشيخ سلمان؟

الجواب

هذه الفتنة أنا ما زلت حريصاً على أن أتجنبها بالكلية؛ لأنك لن تحمد حتى إذا قلت كلمة الحق، وقد قلت مرة لطلبة العلم في جدة: أنا أرى أن تتجنبوا هؤلاء وهؤلاء، عليكم بالعلم؛ لأن كلامك غير مؤثر، فطالب العلم مثلاً لما يقول: أنا مع فلان أو ضد فلان هل حل الإشكال؟ لم يحل الإشكال؛ لأنهم ليسوا رءوساً، إنما هم طلبة.

فخرج بعضهم يقول لبعض: إنني أميِّع المسائل والقضايا.

والذي أظنه من سماعي للجانبين أن هناك هوى عند الجانبين، وأنا أظن أنه لو وجد الإخلاص عند هؤلاء لاجتمعوا؛ لأن نقاط الخلاف لا تستدعي مثل هذا العداء الشديد بينهم، إنها مسائل عادية، لكنهم لا يحملون كلام بعضهم على الخير أبداً، فهؤلاء عندهم خير وهؤلاء عندهم خير.

فمثلاً: فقه الواقع أمر ضروري، فلو تجاهلناه بالكلية لضعنا، لكن على الجانب الآخر هناك من يضخم هذه المسألة، فقد سمعت شريطين للشيخ سفر اسمهما: الوعد الحق والوعد المفترى، يقول مثلاً: الأعداء لهم خمسون صحيفة ومجلة، وأربعمائة محطة تلفزيونية، ومائتان وخمسون إذاعة، وأربعون قمر تجسس على منطقة الشرق الأوسط، وعندهم وعندهم! أنا عندما أقول هذا الكلام لأمة ضعيفة لا تملك رغيف الخبز، فإنها سوف تصاب بالإحباط، فهذا الكلام يقال لأناس ربُّوا تربية حقيقية، أكشف لهم فيه عدوهم بهذا الكلام حتى يأخذوا أهبة الاستعداد، لكن أن أقول هذا الكلام لضعاف لا يملكون رغيف الخبز، فتكون النتيجة أن يصابوا بإحباط شديد.

وأنا أرى أن الشباب هم الذين أفسدوا بين المشايخ؛ فإن المشايخ عادة لا يلتقي بعضهم مع بعض إلا لماماً، والشباب لا يكفون عن الكلام.

والخلاصة: أن هذه الفتنة ليس عندي اطلاع كبير عليها؛ لأنني متجنب لها نسأل الله أن يقينا شرها.