للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مكانة العلماء والدور العظيم الذي يقومون به]

قلت لكم في الجمعة الماضية: إن الآيات التي تتكلم عن اليهود رفعت من المناهج المدرسية، والآيات التي تتكلم عن كفر النصارى رفعت من الكتب المدرسية، فما يؤمننا أن يأتي جيل بعد ذلك يرفعها من المصحف؟! ولا زال الزمان يستدير، وكلما مات عالم لا يشغل مكانه عالم مثله في العلم، لا يزال العلم يتناقص كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخبرنا بزواله، فقال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن ينتزع العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالماً -وفي الرواية الأخرى:- حتى إذا لم يَبق عالمٌ، اتخذ الناس رءوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا، فلا يزال العلم يتناقص إلى يوم القيامة).

أيها الإخوة الكرام! أأتإن الدفاع عن أصولنا واجب، لا بقاء لنا على ظهر الأرض إذا لم تبقَ أصولنا قرآنٌ وسنةٌ.

ودعوة التقريب الآن بين الشيعة وبين أهل السنة أيضاً هي إحدى الطامات التي تسعى إلى هدم أصولنا، والتشكيك فيها، فهؤلاء الشيعة يضحكون على السذج من أهل السنة بدعوتهم إلى التقريب، بينما تراهم يضربون رموزنا، ويحطمون رءوسنا وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعوى التقريب دعوى باطلة؛ لأن الاختلاف معهم في الأصول.

فاللعب في الأصول على أشُدِّه، وضرب الرءوس على أشُدِّه.

فلا بد أن ينتبه المسلمون إلى ذلك.

وأخيراً أؤكد على ضرورة إيجاد الكوادر العلمية، وهذا الأمر مسئولية في أعناق المسلمين.

فتفريغ الطاقات والكوادر صار الآن ضرورةً؛ لكي نجابه هذه الهجمات الشرسة على كتاب الله عز وجل، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ لنا ديننا.

اللهم احفظ ديننا.

اللهم قاتل الكفرة المارقين الذين يصدون عن سبيلك.

اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد.

اللهم اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا، وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.

اللهم اجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر.

اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.

ربِّ آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا، وخطأنا وعمدنا، وكل ذلك عندنا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.