إن مسألة الدفع لها تبعات، فلا يضيرنا على الإطلاق أن يغضب هؤلاء، أو أن يشنوا علينا هجمات، أو أن يقول: الحياة الجنسية عند علماء الإسلام وأن يفتعلوا علينا قصة من القصص، وحكاية من الحكايات، وينشرونها في وقت ما:{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}[الحج:٣٨] وإذا خشي أهل العلم وطلابه من هجمات العلمانيين على أعراضهم بسبب الذود عن دين الله عز وجل فلن يحققوا التوحيد: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ}[الأحزاب:٣٩] ولذلك لا ينبغي أن يتعلق قلب العالم أو طالب العلم إلا بالله وهو يبلغ دعوة الله، فلا تتعلق بالعوام ولا بنصر العوام، فإنك قد تصبح غريباً فريداً فذاً منبوذاً وحدك، مثلما كان الإمام أحمد رحمه الله في فتنته الشهيرة، كان الإمام أحمد يحضر مجلسه مائة ألف محبرة، فلما أُخِذ ليُجْلَد لم يوجد بجانبه رجل واحد، أين ذهب هؤلاء؟! في حين أن الروايات تقول: إن المأمون سمع همهمة على باب القصر وتمتمة، فقال: ما الخطب؟ قيل: العوام يشتكون من قلة اللحم، نعم.
اللحم يقل والخبز يقل والزيت يقل ومن الممكن أن يقوم الناس بالتخريب من أجل الدنيا، ويحْرِقوا (الأتوبيسات) والمنشآت العامة، هذه المسألة سهلة جداً؛ لكن أن يؤخذ واحد من أهل العلم، ويُجْلَد أو يُشْنَق أو يُعْدَم أو نحو ذلك فهذه مسألة لا تهم العوام كثيراً.
لأجل هذا فإن العالم يجب أن يتعلق قلبه بالله عز وجل.
وهذا الرجل الذي برأ نفسه وهو يتكلم عن بعض رواة هذا الحديث، ويقول: إن فلاناً قال: فلانٌ سيئ الحفظ، وفلاناً قال: فلانٌ هذا لا يُحْتَجُّ به، وهم رواة صحيح البخاري.