[القدس لن تعود إلا بالجهاد والرجوع إلى الله]
الحمد لله رب العالمين، له الحمد الحسن والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقول الحق وهو يهدي السبيل، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أيها الإخوة إن الحق المسلوب لا يعود بالمظاهرات، ولا يعود بإحراق العلم الإسرائيلي، ولا يعود بالمفاوضات، القدس مسألة حيوية بالنسبة لليهود، تجمعوا كلهم في القدس؛ لأنها هي مقبرتهم، هم لن يتركوا القدس، والقدس لن تعود إلا بالجهاد، وعلى حكام المسلمين أن يرفعوا راية الجهاد في سبيل الله، وأن يتيحوا لهذه الأمة أن تثبت وجودها.
إن الحجارة عذبت اليهود أكثر من عشر سنوات، على يد طفل صغير، فاليهودي جبان جبان، وأقوى الناس قلوباً وأشجعهم هم المسلمون، ولو واجه المسلم اليهودي مواجهة صريحة لغلبه.
إننا نريد برنامجاً عملياً نجمع فيه طاقات الشباب وطاقات الأمة لنسخرها في خدمة هذا الدين.
إن المظاهرات يدخل فيها أناس كثيرون ليس لهم في العير ولا في النفير، تجدهم يدمرون الممتلكات العامة والخاصة، والغوغاء إذا اتصلت بالفتنة؛ لا يستطيع أحكم الحكماء من البشر أنه يوقف هذا الزحف.
فلهذا ينبغي علينا أن نكون صرحاء، لا يقولن أحد: إن هذه دعوة إلى التخذيل، المظاهرات لا تغير القرار السياسي ولا الاقتصادي إلا أن يشاء الله، لكن هذه الأمة ينبغي أن ترجع مرة أخرى إلى الأصول العامة والضوابط التي وضعها أهل العلم.
ولا يتكلم في هذه المسائل إلا العلماء، فيأتي أنصاف المتعلمين يقولون: لا.
المظاهرات مشروعة؛ لأن الرسول صلى الله عليه سلم قام بمظاهرة في أول الإسلام، عمل صفين، جعل في الصف الأول عمر، وجعل في الصف الثاني حمزة بن عبد المطلب، نحن نقول: يا جماعة اثبتوا القصة أولاً، هل هذه القصة لها إسناد يُحتج به أم لا؟ ثانياً: لما خرجوا بهذا الوضع وهذه الصورة، خرجوا عن إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليرهبوا الأعداء.
وهل المظاهرات ترهب الأعداء؟ وها هم أكثر من ثلاثمائة وخمسين فلسطينياً يموتون ويقتلون شر قتلة وماذا فعلت لهم المظاهرات.
ولما يقتل اثنين من اليهود تتعرض الأرض كلها للجحيم، ونضطر أن نعتذر عن مقتل اثنين من اليهود، أما ثلاثمائة وخمسين مسلماً شربت الأرض من دمائهم ليس لهم قيمة، نحن نناصر السلام، واليهود لا يعرفون السلام: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} [البقرة:١٠٠]، هذه خاصية اليهود، قالها العلماء وتكلموا حتى جفت حلوقهم أن اليهود لا أمان لهم، وأنهم لا يعرفون السلام، والأيام كلها تثبت صدق المقالة.
أفلا نرجع إلى الله؟! ويقولون: نحن لا نستطيع أن نرجع، لماذا؟ لأن اليهود معهم العتاد والرؤوس الذرية والقنابل النووية.
يا إخواننا! نحن نريد أن نرجع إلى الله، نريد أن نحقق العبودية لله، حينئذٍ هو الذي ينصرنا: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:١٠]، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران:١٢٦].
وفي بعض الكتب الإسرائيلية أن الله عز وجل أوحى إلى موسى عليه السلام لما لقي فرعون، فأمتلأ قلبه خوفاً منه، فقال الله عز وجل له: (لا تنظر إلى لباسه فإن قلبه بيدي) لا تغتر بهذا اللباس فإن قلبه بيدي، ومقاليد الأمور جميعاً ترجع إلى الله: {وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [لقمان:٢٢] أي: نهايات الأمور.
المطلوب منا أن نرجع إلى الله رجوعاً جاداً لا رجوعاً هزلياً كالذي نفعله، هذا كله لعب ليس له قيمة، إنما الرجوع الحقيقي أن نعود إلى الله، كذلك النساء يعدن إلى البيوت حتى يخرج الجيل المنشود الذي سيواجه اليهود.