نحن في زمان استعرت فيه الفتن، نحن في زمان الغربة الثانية التي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها:(إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) طوبى للغرباء الذين يقبضون على دينهم كما يقبض الإنسان على الجمر، أرأيت إلى رجل يمسك بجمرة وتحرقه، وهو مُصِر على أن يقبض عليها؟! ما معنى هذا الكلام؟ معناه: أن حياته في هذه الجمرة، معناه: أنه لو تركها لتلف، فهو يرتكب أخف الضررين، يحرق ويكابد، لكنه لو ترك لخرج من دينه، فيصبر على هذا، رجل يرى أن حياته في القبض على هذه الجمرة بالرغم أنها تحرقه، لكنه يصبر، يريد العقبى، هذا زمان الغربة الثانية الذي استعرت فيه الفتن، وخرج أناس وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، وكما قال عليه الصلاة والسلام:(أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن).